عن الغزالي في الإحياء و المكي في قوت القلوب أن النبي صلى الله عليه وآله قال للحسن عليه السلام أشبهت خلقي و خلقي. و قال المفيد في الإرشاد كان الحسن عليه السلام أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله خلقا و هيئة و هديا و سؤددا. و في أسد الغابة بسنده عن أنس بن مالك لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله من الحسن بن علي و روى البغوي الحسين بن مسعود في كتابه مصابيح السنة عن أنس بن مالك مثله و زاد: و قال في الحسين أيضا كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وآله .
(أقول) قال ذلك أنس لما رأى رأس الحسين عليه السلام بين يدي ابن زياد. و الجمع بين الحديثين يقتضي أن يكون الحسن أشبه الناس به ما عدا الحسين ، و الحسين أشبه به ما عدا الحسن و حاصله أنه لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله منهما عليه السلام و قد يجمع بينهما بما رواه أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن علي عليه السلام أنه قال الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله ما بين الصدر إلى الرأس و الحسين أشبه ما أسفل من ذلك (اه) و يمكن أن يجمع بينهما بأن الحسن كان في حياته أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله من أخيه الحسين و من جميع الناس و بعد وفاة الحسن عليه السلام صار الحسين عليه السلام أشبه بجده من بقية الناس و حاصله أن الحسين أشبه به صلى الله عليه وآله بعد الحسن.
ذكر غير واحد من العلماء أن الحسن عليه السلام كان من أوسع الناس صدرا و أسجحهم خلقا.و قال المدائني : كان الحسن عليه السلام أكبر ولد علي و كان سيدا سخيا حليما و كان رسول الله صلى الله عليه وآله يحبه.
و روى الصدوق في الأمالي بإسناده عن الصادق عن أبيه عن جده عليه السلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم و كان إذا حج حج ماشيا و ربما مشى حافيا، و لا يمر في شيء من أحواله إلا ذكر الله سبحانه و كان أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا و كان إذا بلغ باب المسجد رفع رأسه و يقول إلهي ضيفك ببابك يا محسن قد أتاك المسيء فتجاوز عن قبيح ما عندي بجميل ما عندك يا كريم. و عن الزبير بن بكار في كتاب أنساب قريش .روت زينب بنت أبي رافع قالت أتت فاطمة عليهاالسلام بابنيها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله في شكواه التي توفي فيها فقالت يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا فقال أما حسن فإن له هيبتي و سؤددي و أما حسين فإن له جرأتي و جودي (اه) . قال الطبرسي في إعلام الورى : و يصدق هذا الخبر ما رواه محمد بن إسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ما بلغ الحسن بن علي كان يبسط له على باب داره فإذا خرج و جلس انقطع الطريق فما يمر أحد من خلق الله إجلالا له فإذا علم قام و دخل بيته فيمر الناس قال الراوي: و لقد رأيته في طريق مكة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق الله أحد إلا نزل و مشى حتى رأيت سعد بن أبي وقاص قد نزل و مشى إلى جنبه.
|