البحث في فهارس المكتبة:

موسوعة مفردات عاشوراء

الثورة الحسينية
موسوعة مفردات عاشوراء

آداب الزيارة

ان لزيارة الإمام المعصوم عليه السلام سواء في حياته أم بعد استشهاده، آداباً تميّزها عن غيرها من اللقاءات والزيارات؛ ومن جملتها: مراعاة الطهارة، والادب، والوقار، والانتباه، وحضور القلب، ولزيارة ضريح الحسين عليه السلام آداب خاصة من قبيل: الصلاة، وطلب الحاجة، والحزن والغبرة والبساطة، وطي طريق الزيارة، والسير على الأقدام، وغسل الزيارة، والتكبير، والتوديع.

ورعاية هذا الآداب توجب القرب الروحي والمعنوي، وتزيد من فائدة الزيارة، وفلسفة تشريع الزيارة تمكن في الاستفادة من الآفاق المعنوية لمزارات أولياء الله.

آداب الوعظ والمنبر:

بما أنّ عمل أصحاب المنبر والوعظ الذين يلقون الكلمات والمواعظ، ويذكرون المصيبة في المحافل الدينية والمجالس الحسينية يدخل في نطاق قلوب الناس ودينهم ولأن المستمعين يتّخذون كلامهم حجّة، لذلك يجب أن يكونوا معتقدين بكلامهم ويعلمون به لكي يكون لكلامهم تأثيره، ولا يكون فيه انتقاص للدين وللعلماء.

ومعنى هذا انّ اعتلاء المنبر وموعظة الناس ليس عمل أيّ كان، بل يستلزم توفّر بعض الشروط والمواصفات، وكثيرا ما كان العلماء الكبار الحريصون على الدين ينصحون ويوجهون في هذا المجال تحريريا وشفويا، ومن جملتهم المرحوم الميرزا حسين النوري الذي حدد في كتابه القيم «لؤلؤ ومرجان» الآداب التي يجب أن يتحلّى بها الوعاظ، وأشار إلى أن الاخلاص هو الدرجة الاولى للمنبر، و»الصدق» درجته الثانية، وتطرّق إلى ذكر بعض النقاط التي اعتبرها «مهالك عظيمة للقراء والوعاظ» وهي كما يلي:

١-الرياء والعمل لأجل الدنيا.

٢-جعل قراءة الذكر وسيلة للكسب.

٣-بيع المرء آخرته بدنياه أو بدنيا غيره.

4-عدم العمــــــل بالأقـــــوال التــــي ينقلهــــا في حديثه.

5-الكذب من على المنبر وعدم التزام الصدق في الأحاديث والحكايات.

وتناول تلميذه المرحوم المحدّث القمّي في كتابه «منتهى الآمال» عرضا مسهبا لقبح الكذب في مجالس العزاء والمنبر وقراءة المراثي، والاستفادة من طور الاغاني في قراءة العزاء، وعدم مراعاة الدقّة في نقل النصوص التاريخية.

وافرد بابا تحت عنوان «نصح وتحذير» يحذر فيه أصحاب المنبر من الابتلاء بالكذب والافتراء على الله والائمة والعلماء، والمجيء بدون اذن-بل وبعد النهي الصريح-بيوت الناس واعتلاء المنبر والاساءة إلى الحاضرين بكلمات بذيئة لعدم بكائهم، والترويج للباطل عند الدعاء، ومدح من لا يستحق المدح، والاتيان بما من شأنه ايجاد الغرور لدى المجرمين، والجرأة لدى الفاسقين، وخلط حديث بحديث آخر تدليسا، وتفسير الآيات الشريفة بآراء كاسدة، ونقل الاخبار بمعاني باطلة، والافتاء من غير أهلية، لذلك، وذكر أقوال الكفرة، والحكايات المضحكة، وأشعار الفجّار والفاسقين في مواضيع منكرة، لغرض تزيين الكلام وتفخيم المجلس، وتصحيح الأشعار الكاذبة في المراثي بذريعة لسان الحال، وذكر ما ينافي عصمة وطهارة أهل بيت النبوّة، واطالة الحديث في أغراض كثيرة فاسدة، وحرمان الحاضرين من أوقات فضيلة الصلاة، وأمثال هذه المفاسد التي لا تعدّ ولا تحصى.

آل أبي سفيان

آل أبي سفيان هم أقارب أبي سفيان ابن حرب كبير الفرع الاموي، وكان هو وأهل بيته يضمرون العداء لبني هاشم ولأهل بيت رسول الله، وللإسلام، شارك أبو سفيان في المعارك التي انطلقت لمحاربة الاسلام، وحارب ابنه معاوية عليا والحسن عليهما السلام، وحفيده يزيد قتل الحسين بن علي عليهما السلام في كربلاء. كان لآل أبي سفيان موقف معاد لمبدأ التوحيد، ولهذا قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: «الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان».

كما ولعن أبو سفيان وأهل بيته في زيارة عاشوراء «اللهمّ العن ابا سفيان، اللهمّ العن.. وآل أبي سفيان» وذلك لموقفهم المعادي للإسلام.

عدّ الإمام الصادق عليه السلام العداء بين آل بيت النبي وآل أبي سفيان عداء عقائديا لا شخصيا فقال: «انّا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله؛ قلنا: صدق الله، وقالوا: كذب الله».

وكان سبب زوال حكومتهم تلوّث أيديهم بدماء الحسين: «إنّ آل أبي سفيان قتلوا الحسين ابن علي صلوات الله عليه فنزع الله ملكهم».

حينما قدم جيش الكوفة يوم عاشوراء لقتل الإمام الحسين خاطبهم باسم شيعة آل أبي سفيان، ولما هجموا على خيامه قال لهم: «ويحكم يا شيعة آل أبي سفيان ان لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم…».

لقد حارب آل أبي سفيان قاطبة الحقّ والعدل على مدى التاريخ، وسعوا لإطفاء نور الله سواء في بدر وأحد وصفين وكربلاء، أم في اي زمان ومكان آخر من العالم.

الثورة الحسينية
الثورة الحسينية

آل الله

المراد من آل الله وأهل الله، هم أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.

عَدَّ الحسين عليه السلام نفسه وأهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم آل الله، فقال: «نحن آل الله وورثة رسوله».

ونقرأ أيضا في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب: «السلام عليكم يا آل الله» وهو منقول أيضا في زيارة الاربعين.

وهذا بسبب قوّة ارتباط وانتساب عترة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم والإمام الحسين بالله تعالى وبدينه، وكأنّهم من آل الله. وهذا التعبير «آل الله» استخدمه جابر بن عبد الله الأنصاري عند وقوفه على قبر الحسين في الأربعين من شهادته وقراءته للزيارة.

كما واطلقت أيضا كلمة «آل الله» على قريش لمكانتهم في بيت التوحيد والمسجد الحرام وارتباطهم ببيت الله. قال الإمام الصادق عليه السلام: «إنّما سمّوا آل الله، لأنّهم في بيت الله الحرام». لا سيّما وأنّ عظمة قريش قد ازدادت بولادة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بينهم وازداد انتسابهم إلى الله من بعد بعثة الرسول «وعظمت قريش في العرب وسمّوا آل الله».

آل زياد

من جملة الطوائف التي اضرت بالإسلام كثيرا، و لعنت في زيارة عاشوراء، هم آل زياد، «والعن… آل زياد وآل مروان إلى يوم القيامة». لقد تلطّخت أيدي زياد، ذلك النسل الخبيث بدماء عترة النبيّ.

كان عبيد الله بن زياد واليا على الكوفة و البصرة، وقتل الإمام الحسين في كربلاء، وابن زياد هذا أمُّهُ كانت تدعى سميّة، وكانت ذات راية. وولد زياد من المعاشرة والزنا مع رجل يدعى «عبيد الثقفي»، ولذا كان يسمى بزياد ابن عبيد، ومن بدع معاوية انّه ألحق ابن الزنا هذا-وخلافا لسنّة الرسول-ببني اميّة، وسمّي بعد ذلك بزياد بن أبي سفيان، وقد حصلت قضية «الاستلحاق» المعروفة هذه في عام ٤٤ للهجرة واعترض عليها الكثير من اكابر المسلمين من جملتهم سيّد الشهداء الذي كتب إلى معاوية كتابا عاب فيه عليه ذلك العمل و عدّه من طراز قتله لحجر بن عدي و عمرو ابن الحمق، و بعد سقوط الخلافة الأموية صار الناس يدعون زياداً باسم امّه أو باسم أبيه المجهول «زياد بن أبيه».

أورد الإمام الحسين عليه السلام في احدى خطبه يوم عاشوراء عبارة: «ألا و انّ الدعي ابن الدعي…» وهي إشارة إلى خسّة نسب ابن زياد وأبيه، فكلاهما كان نسبه وضيعا، لأن عبيد الله كان أيضا من جارية مشهورة بالزنا اسمها مرجانة، وقد كان تسلّط شخص كابن زياد على رقاب الناس نكبة أصابت كرامة المسلمين والعرب، فحينما شاهد زيد بن أرقم عبيد الله بن زياد في الكوفة وهو يضرب بالقضيب على شفتي الرأس المقطوع لابي عبد الله عليه السلام انتحب باكيا، ونهض من بين يديه، ثمّ رفع صوته يبكي و خرج و هو يقول: ملك عبد حرا، أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم، قتلتم ابن فاطمة و أمّرتم ابن مرجانة.

و كان آل زياد معروفين في تلك الايام بصفتهم فئة فاسدة شيطانية، حتّى انّ أحد شهداء كربلاء و هو مالك بن أنس المالكي أو أنس بن الحارث الكاهلي ارتجز في الميدان ارجوزة كان أحد أبياتها هو:

آل علي شيعة الرحمن ***** آل زياد شيعة الشيطان

وعلى ضوء الروايات الواردة فإنّ آل زياد فئة ممسوخة سخط الله و غضب عليهم و على ذرّياتهم، فقد كان مقتل أبي عبد الله يوم عاشوراء بالنسبة لهم يوم فرح و سرور.

كما ان «آل زياد» اسم سلالة من الخلفاء من ذرية زياد بن ابيه حكمت اليمن من عام ٢٠٤ إلى عام ٤٠٩ للهجرة بدأت حكومتهم منذ عهد هارون الرشيد، و كانت مهمتهم القضاء على العلويين هناك.

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *