البحث في فهارس المكتبة:

‌‌‌لمـاذا‌ عرفت ان الله موجود

مجلة الوارث 73
لماذا عرفت ان الله موجود

يرتدي جون جلين عقيدته الدينية بنفس السهولة‌ التي‌ ارتـدى‌ بـها حـلة الفضاء الفضية عندما دخل«سفينة الصداقة رقم 7»التي طاف بها في‌ مدار الارض‌…لقد كـانت هذه الحلة هي الدرع التي وقت جسمه‌ من قوى الفضاء و كانت‌ عقيدته هي الدرع التـي‌ وقت‌ روحه من المـجهول‌ و اذا كـانت الملايين التي ألهمها انتصاره استطاعت ان تشاطره ايمانه‌ فقط. فقد يستطيعون ان يشاطروه كذلك بعض شجاعته في مواجهة مشكلات حياتهم الخاصة.

الاب فرنك اروين راعي كنيسة‌ ليتل فولزبار لنجتون التي يصلي فيها جون جـلين عندما وقع على الاختيار لبرنامج الفضاء كان بين اوائل الاشياء التي اعطيت لي.كتيب‌ صغير يحوى الكثير من المعلومات عن الفضاء..و كان بين‌ محتوياته‌ فقرتان تتعلقان بضخامة الكون اثرتا فـيّ تأثيرا بالغا.

و لكـي تـدرك هاتين الفقرتين يجب ان تعرف اولا ما هي السنة الضوئية.ان الضوء يسير بسرعة تبلغ حوالي 300 الف كيلومتر.

في‌ الثانية‌-اي ما يعادل الدوران حوالي سبع مرات‌ في الثانية-فإذا اطلقت هذا الشعاع من الضوء و جـعلته يـستمر لمدة عام فإن المسافة التي يقطعها و تبلغ حوالي 5 ر 9 مليون مليون كيلو متر‌ هي‌ السنة الضوئية. و اني اقتبس هنا ما ورد في الكتيب عن حجم الكون الذي نعيش فيه:

«عندما نذكر ان المـجرة التـي تضم كوكبنا يبلغ قطرها حوالي 100 الف سنة ضوئية‌. و لما‌ كانت‌ الشمس نجما لا يعتد به‌ يقع‌ على‌ مسافة حوالي 30 الف سنة ضوئية من مركز المجرة و يدور في مدار خاص به كل 200 مـليون سـنة اثـناء دوران المجرة‌ فاننا‌ ندرك‌ مدى‌ صـعوبة تـصور المـقياس الهائل للكون الذي يقع‌ وراء‌ المجموعة الشمسية.

«بل ان الفضاء الذي يقع بين النجوم في مجرتنا ليس نهاية هذا الكون.فوراءه ملايين من المجرات‌ الاخـرى‌ تـندفع‌ جـميعا كما يبدو مبتعدة عن بعضها البعض بسرعات خـيالية.و تـمتد‌ حدود الكون الذي يمكن رؤيته بالمجهر مسافة 2000 مليون سنة ضوئية على الاقل في‌ كل اتجاه».

هذا الوصف‌ يظهر‌ مدى‌ ضـخامة الكـون الذي نـعيش فيه..و لنعد الآن الى ما نعرفه عن‌‌ تكوين‌ الذرة.و هي اصغر جسيم عـرف للآن.فنجد ان هناك تشابها كبيرا بين الذرات‌ و مجموعتنا الشمسية و الكون‌.من‌ حيث‌ ان لها الكترونات تدور حول نواة بصور مـنتظمة.

و الآن…مـاذا اريـد ان‌ اقول؟اريد ان‌ اتحدث‌ عن انتظام الكون بأسره من حولنا. من اصـغر تـكوين ذري.الى اضخم شي‌ء يمكن‌ تصوره‌..مجرات‌ تبعد ملايين من السنوات‌ الضوئية.كلها تسير في مدارات مرسومة مـحددة فـي عـلاقة كل‌ منها‌ بالآخر..

فهل يمكن ان يكون ذلك كله قد حدث اتفاقا؟..أكانت مصادفة حـزمة مـن‌ نـفايات‌‌ الغازات‌ الطافية بدأت فجأة في صنع هذه المدارات وفقا لاتفاقها الخاص؟

انني لا استطيع ان اصدق‌ ذلك. بـل كـانت تلك خطة محددة. و هذا واحد من‌ الاشياء الكثيرة في الفضاء التي‌ تبين‌ لي‌ ان هـناك إلهـا.و ان قوة ما قد وضعت كل هذه الأشياء في مداراتها و ابقتها هناك‌. و لنفارق‌ السـرعة فـي مـشروعنا«عطارد»مع بعض هذه الاشياء التي نتحدث عنها.. اننا‌ نظن‌ احيانا‌ ان هذا المشروع عـلى مـا يرام.فقد بلغنا سرعة تصل الى حوالي 29 الف‌ كيلو‌ متر‌ في‌ الساعة في الدوران حـول الارض اي حـوالي 8 كـيلو مترات في الثانية و هي‌ سرعة‌ كبيرة تماما بالنسبة لكرتنا الارضية.كما انها سرعة سريعة الى حـد مـناسب و نحن على ارتفاع‌ يزيد‌ قليلا‌ على 160 كيلو مترا.اما بالنسبة لما يـجري فـعلا فـي الفضاء فان‌ مجهوداتنا‌ هذه تعد ضئيلة جدا.

و انت لا تستطيع‌ ان‌ تقيس‌ اللّه بعبارات علمية..انك لا تـستطيع انـ‌ تـرى‌ ان تحس‌ او تشم او تلمس القوى الدينية اذ انها شي‌ء غير ملموس‌.

و قد‌ يكون للطـائرة اقـوى محرك في‌ العالم‌.و ابدع تصميم‌ لضغط‌ الغازات‌ و مقاومتها. و لكنها بدون بعض القوى غير‌ الملموسة‌ تكون مـحدودة الفـائدة.فالطائرة لكي تؤدي مهمتها لا بد لها من معرفة‌ اتجاهها‌.و نحن نفعل ذلك بـالرجوع الى البـوصلة‌…

مجلة الوارث 73
لماذا عرفت ان الله موجود

ان القوى التي تدبر‌ البوصلة‌ تتحدى كل حـواسنا..فـأنت لا‌ تـستطيع‌ ان ترى او تسمع‌ او تلمس او تتذوق او تشم هذه القـوى و لكـننا‌ نعرف‌ انها موجودة لاننا نرى نتائجها‌.

وفي اسـتطاعتنا ان ننظر الى اداة موجودة في‌ مقصورة‌ الطيار و يمكننا ان نـرى بـوصلتنا تـشير الىـ‌ اتـجاه مـعين و نحن نؤمن بأن هذه القوى التي تجعل البوصلة تعمل سوف تجعلها تعمل باستمرار و كل‌ الذي‌ طاروا منها غامروا بأرواحهم الوف‌ المرات‌ على اساس الحقيقة القائلة بأن البـوصلة سوف تظهر لنا الاتجاه الصحيح.و سترشدنا الى المكان الذي يجب ان نذهب اليه..

و ينطبق الامر نفسه على المبادئ‌ الدينية‌ في حياتنا…فاننا اذا‌ تركناها‌ لترشدنا فلن‌ تضطر حواسنا الى التقاطها اذ اننا نرى نتائج هذه القـوى المـرشدة في حياتنا و حياة الآخرين‌ و هكذا نعرف انها موجودة.

* بقلم:جون جلين

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *