البحث في فهارس المكتبة:

جريمة لا تنسى

الشيخ علي الفتلاوي
رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة

في اليوم الثامن من شهر شوال وفي سنة 1344هـ، قام خوارج العصر بجريمة تنم عن حقد وبغض عجيب إزاء أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ألا وهي هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام.

ولكي يمعنوا في الجريمة حرّموا على المؤمنين زيارة قبورهم حتى بعد هدمها.

ولكي لا يقال لمَ سميت هدم القبور بالجريمة، أعرض للقارئ الكريم هذه الروايات لكي يستطيع الحكم على فعلهم المشين.

1. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سأله الحسن بن علي عليهما السلام قال:

«يا أبتاه، ما جزاء من زارك؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني، من زارني حيّا وميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقا عليّ أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه».

أليس الهدم مانعاً من الزيارة وحرمانا من الثواب الجزيل؟

2. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«من زار الحسن في بقيعه، ثبت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام».

ألم يكن الهدم إبعاداً للمؤمن من أن ينال ثبوت القدم يوم تزل الأقدام؟

3. قال الإمام الصادق عليه السلام:

«من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيرا».

4. قال الإمام العسكري عليه السلام:

«من زار جعفراً وأباه، لم يشتك عينه، ولم يصبه سقم، ولم يمت مبتلى».

ألا يعد الهدم حرماناً للمؤمن من هذه الآثار الرائعة في الدنيا؟

ألا يعد الهدم اعتداءً على حقوق المؤمنين؟ وانتهاكاً لحرمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟

ألا يدخل هذا أذىً وحزناً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟

أبعد كل هذا لا يسمى جريمة، بل هو جريمة لا تنسى.

المشرف العام

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *