البحث في فهارس المكتبة:

أنصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار

السيد محمد علي الحلو

ينطلق التاريخ الإسلامي في تدويناته الأولى من العقلية الحاكمة وقتذاك، وينفرد النظام السياسي فقط بالتنظير التاريخي دون غيره، وإذا كان لغيره فرصة التنظير في بعض الأحيان، فإن تلك الفرص تتضاءل في إمكانية نجاحها على ما يؤول بها للإخفاق والأفول، وتبقى التدوينات السياسية هي التي تتحكّم في التنظيرالتاريخي بعد ذلك.
هذه المشكلة التدوينية يمثّلها تاريخ فتية قاتلوا من أجل مبدئهم، وأرخصوا نفوسهم من أجل عقيدتهم، وكانت لهم وقفا ت تضحية لا يمكن أن نقارنها بأية مجموعة سعت للدفاع عن مبادئها كما هو عليه أنصار الحسين عليه السلام.
الملاحِظُ لتاريخ هذه الثلّة الجهادية أن حالات التغييب المتعمد استهدف تاريخهم وحال دون معرفة شخصياتهم، حتّى قبل مشاركتهم في واقعة الطف، وانضمامهم إلى قافلة الشهداء، عدا ما يمكن العثور عليه من نتفٍ وإشاراتٍ مجملة تدلّ على عظمتهم، وعلو منزلتهم، فالباحث التاريخي عند دراسته لهذه النماذج التضحوية يجد الفراغ التدويني المتعمد الذي استهدفهم، وإذا أمكن أن يعثر على تاريخ أحدٍ منهم بعد أن يستخرجه (بعناء)، فإنّه لا يجد إلاّ إشاراتٍ مجملةً فقط ، كالتعبير (كان سيداً في قومه )، (شجاعاً، خطيباً، قارئاً للقرآ ن)، (راوياً للحديث )، ( من وجوه الكوفة )، إلى غير ذلك من التعابير التي تنم عن علو درجتهم، ور فيع منزلتهم، ومن غير الممكن أن يكون لهذا الوجه أو لذلك المحدث أو لهذا القارئ تاريخ عابر أو مجهول، فالتاريخ لا يكتب إلا لهؤلاء الذين برزوا من بين أقرانهم
من العلم والشجاعة والوجاهة في قومهم ليكون دافعاً للاهتمام بتأريخهم، فضلاً عن الصحبة التي امتاز بها بعضهم، حيث كانت له صحبة وإدراك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل بعضهم نصّت تراجم الصحابة على روايته للحديث، إلاّ أن الباحث يجد تاريخاً (ملغياً)، أو (مضيعاً)، أو على أحسن الأحوال (مغيباً) تلاحقه الأقلام السياسية لشطبه أو تهميشه؛ لذا فتاريخ أنصار الحسين عليه السلام من أصعب ما يجده الباحث عناءً عند بحثه سبب تغييبِ هذه الشخصية أو تهميشها.

تحميل الكتاب

أنصار الحسين عليه السلام: الثورة والثوار

شاهد أيضاً

قسم الشؤون الفكرية يستعد لتنظيم المؤتمر العلمي السابع لحملة الشهادات العليا في كربلاء

استقبل سماحة الشيخ رائد الحيدري (دام توفيقه) مسؤول قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *