البحث في فهارس المكتبة:

لأَبكينَّ عليك بدل الدموعِ دماً

*تأليف: السيد شبيب مهدي الخرسان

مقدمة المؤلف:
الحمد لله حمداً يحصى أوله ولا ويحصى آخره والحمد لله كلما غسق ليل ووقب نهار والحمد لله كلما أشرقت شمس وظهر نجم وصلى الله على من أرسله رحمة للعالمين وبشيراً لمن يهتدي على هدى ونذيراً لمن يضل على نبيه وعلى آله وحججه على الناس أجمعين.

ليس عجباً حينما تبكي العيون دماً ولا غرابة حينما تقرح الجفون من كثرة البكاء وأنهمار الدموع على الخدود حزناً على سبط النبي صلى الله عليه وآله وابن بنته وسيد شباب أهل الجنة عليهم السلام، لعظم ما جرى عليه وللمصيبة التي حلت به وبأهل بيته وأصحابه وللتضحيات التي قدّمها لأجل بقاء الإسلام وتشريعاته من قتل وذبح وتمثيل وحرق وتشريد وترويع وتعذيب فينبغي للقلب أن يحزن وللنفس أن تجزع وللجسم أن يقشعر.

وعلينا إقامة المآتم حزناً على سيد الشهداء عليه السلام، وللشعراء أن يندبوا لرثاء الإمام الحسين عليه السلام. فالثورة الحسينية ثورة ضد الظلم والطغيان، ثورة ضد الفاسدين والمفسدين، ثورة ضد يزيد الفاسق الفاجر الخمار، قاتل النفس المحترمة وحكومته المخالفة للشريعة الإسلامي، هي ثورة إصلاح، وثورة عدل، وثورة الأمر بالمعروفة والنهي عن المنكر. احتوى هذا الكتيّب على ثلاثة فصول الأول يتحدث حول قول المعصوم عليه السلام «لأبكين عليك بدل الدموع دماً » ومن أين جاءت وما هي أصلها، وكذلك عن ظاهرة الحزن والبكاء وتحليلهما، وهل هما يصدران عن إرادة الإنسان؟ وهل الجزع على مصيبة الحسين عليه السلام جائز أم لا؟

أما الفصل الثاني يدور حول جواز أصل البكاء سواء كان لفقد حبيب أم مفارقة عزيز أم غير ذلك اعتماداً على الكتاب والسنة والعقل والواقع، وما ممارسة المسلمين لهذه الشعيرة منذ عهد النبي صلى الله عليه وآله حتى الآن إلا دليل على ذلك وهي تكشف عن عدم معارضته صلى الله عليه وآله لهذا الفعل بل موافقته له من خلال قوله وفعله وتقريره وكل ذلك حجة.

وفي الفصل الثالث نتطرق إلى جواز البكاء على الإمام الحسين عليه السلام لعظم مصيبته وما حل به وبأهل بيته وأصحابه عليهم السلام من ظلم وقتل وتعذيب وقول النبي صلى الله عليه وآله في جواز البكاء عليه، بل بكى هو بنفسه عليه بأبي وأُمِّي وكذلك أهل البيت عليهم السلام الذين هم عِدل القرآن ومثلهم كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق وهوى، فقد حثوا عليهم السلام على البكاء على أبي الأحرار وعقد المجالس ونصب المآتم لأجله بل جوزوا الجزع لمصيبته الذي هو مكروه في الشريعة الإسلامية على غير مصيبة الحسين عليه السلام.

تحميل الكتاب

لأَبكينَّ عليك بدل الدموعِ دماً

شاهد أيضاً

روح الاحباب وروح الالباب في شرح الشهاب

صدرعن شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة كتاب (روح الاحباب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *