البحث في فهارس المكتبة:

اجوبة الشبهات المثارة حول النهضة الحسينية

  • الشيخ علي حمود العبادي

المقدمة

{…الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبابِ}.

بادئ ذي بِدء نقول إنَّ للشعائر الحسينية أدواراً كبيرةً مُهمَّة في بناء المجتمع الإسلامي والإنساني لا يمكن الوقوف عليها في هذه العُجالة، فهي ليست ضرباً من الانكسار النفسي كما يُصوِّرها البعض، ولا هي مجرَّد تقاليد اجتماعية فارغة من الأفكار والمفاهيم الرسالية، كما أنَّها ليست سلوكاً سلبياً خالياً من الأهداف والنتائج التي تُسهم في تغيير المجتمع، بل هي تحمل في طيّاتها الأهداف العظيمة والكبيرة.

ولعلَّ من الأهداف العظيمة هو كون الشعائر الحسينية تعدّ ممارسة إعلامية تُسهم في إعلاء كلمة الحق وإبقاء المذهب، والدعوة إلى مكافحة الظلم والجور في كل عصر من العصور، فضلاً عمّا تخلقه من ارتباط وحبٍّ عاطفي مع أهل بيت العصمة عليهم السلام، الذي يشكِّل القاعدة التحتية لبناء الفكر السليم عند الإنسان المؤمن، وبناء أساس عقائدي متين يستند عليه.

مضافاً إلى ما لها من الدور الكبير في خلق عامل وحدوي؛ من خلال المشاركة الجماهيرية في المواساة لأهل البيت عليهم السلام.

وهذا ما نلمسه في نصوص أهل البيت عليهم السلام الطافحة في التأكيد على هذا المعنى بصورة واضحة، من خلال الحثّ على المواساة والحُزن في مصابهم.

ومن هنا كانت هذه الشعائر تُمثِّل أحد الأعمدة التي يقوم عليها المذهب، جنباً إلى جنب مع المرجعية التي تمثِّل الإدارة والعقل الموجِّه، في حين أنَّ الشعائر تمثِّل العنصر الجامع والموحِّد بين أبناء المذهب، على اختلاف جنسياتهم وقومياتهم.

سِرُّ القوَّة في تأثير الشعائر الحسينية

لا يخفى أنَّ سر القوة في تأثير الشعائر الحسينية هو أنَّ الشعائر حينما تتحوّل إلى مُتبنيّات لدى الإنسان، وتكون جزءاً من شخصيته؛ تصبح عنده عملية المساس بها مساساً لشخصيته، وحينما تكون هذه الأفكار مستوحاة من الرسالة؛ يكون الانتصار لها والدفاع عنها انتصاراً ودفاعاً عن شخصيته الرسالية وتأكيداً لها، لا أنْ يكون ذلك تأكيداً لذاتيته وأنانيته؛ وبذلك يهتز الإنسان بكل مشاعره متى ما مُسّت رسالته وأهدافه؛ وبذلك يتحوّل هذا الإحساس المُرهف إلى رصيدٍ رسالي يصون الرسالة ورجالها وأهدافها من كل عدو.

هذا من جانب، ومن جانب آخر فإنَّ لغة المشاعر يفهمها ويحياها الناس كافة، بمختلف طوائفهم ومستوياتهم، وبذلك تتوفر أهمّ ركيزتين أساسيتين لعملية بناء المشاعر بناءً رسالياً؛ من خلال تعميق الجانب النوعي من الإحساس والشعور، وتكتيل الجانب الكمّي لذوي الإحساس، وهذا هو سر القوة في عملية إثارة المشاعر.

ومن هذا المنطلق نفهم مغزى تلك الروايات المكثَّفة التي أشارت إلى ضرورة الالتزام ودوام هذه الشعائر في الوسط الشيعي.

وعلى هذا الأساس تنبثق أهميّة البحث في هذه الشعائر والدفاع عنها، لأنَّ هناك الكثير من الأقاويل والإثارات والتُهم على الشيعة، من دون تمحيص وعلم، منذ القِدم وحتى الآن، ومن دون أن يُكلّف المشغفون أنفسهم عناء الفهم والإصغاء إلى الدليل.

ولا غرابة أن يقتفي الخَلَف آثار السلف ما دام الأمر يتعلَّق بالشيعة؛ ذلك لأنَّ كل شيء تطوّر إلاّ الكتابة عن الشيعة، ولكل شيءٍ نهاية إلاّ الافتراء على الشيعة، ولكل حكم مصدره ودليله إلاّ التُهم على الشيعة.

منهج البحث

التزمتُ في هذا البحث منهجاً تبدو معالمه من خلال النقاط التالية:

* الاستناد على النصوص القرآنية.

* الاستناد على روايات أهل البيت.

* الاستناد على روايات أهل السُنَّة.

* الاستناد والاستشهاد بأقوال علماء الفريقين.

* حرصت على الإفادة من المصادر والمراجع القديمة لأصالتها.

* خرَّجت الأحاديث الواردة من مصادر العامّة من المصادر الأساسية المُعتمَدة لديهم.

* التزمت بأن لا أنسب أيّ قول من أقوال علماء الفريقين إلاّ من خلال الكتب المُعتبرَة والموثَّقة لدى كل طرف.

تحميل الكتاب


شاهد أيضاً

صدر حديثاً: سلسلة آثار المؤتمر العلمي العالمي للعلامة المجدد الوحيد البهبهاني قدس سره

صدر حديثاً عن العتبة الحسينية المقدسة، قسم الشؤون الفكرية، شعبة الدراسات والبحوث الإسلامية (سلسلة آثار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *