البحث في فهارس المكتبة:

الحالة الاقتصادية عند الإمام الباقر عليه السلام

الحالة الاقتصادية عند الإمام الباقر عليه السلام

* حسين إبراهيم حسن

ما معنى الاقتصاد؟
الاقتصاد هو من القصد.
والقصد: بين الإسراف والتقتير. يقال: فلان مقتصِدٌ وفي النفقة. وقوله: {وَاقْصِدْ في مَشْيِك…‏}.[لقمان:١٩]واقصِد بذَرْعِكَ، أي ارْبَعْ على نفسك. والقَصْدُ: العَدْلُ.(الصحاح للجوهري:٢/٤٥٨، مادة [قصد])
وقيل: القصد في الشيء: خلاف الإفراط وهو ما بين الإسراف والتقتير. والقصد في المعيشة: أن لا يسرف ولا يقتر. يقال: فلان مقتصد في النفقة وقد اقتصد. واقتصد فلان في أمره أي استقام. وفي الحديث: ما عالَ مقتصد ولا يعيل أي ما افتقر من لا يسرف في الإنفاق ولا يقتر.(لسان العرب:٣/٤٣٤، مادة [قصد])

ما معنى الرزق؟
قيل: الرزق: ما يُنتفع به، والجمع الأرزاق. والرزق: العطاء، وهو مصدر قولك رزقه الله. والرَزقة بالفتح: المرّة الواحدة، والجمع الرَزقات، وهي أطماع الجند. ورجل مرزوق، أي مجدود.(الصحاح:٤/١٢٣٣، مادة [رزق])

وقيل: الرازق والرزّاق: في صفة الله تعالى لأنه يرزق الخلق أجمعين، وهو الذي خلق الأرزاق وأعطى الخلائق أرزاقها وأوصلها إليهم، وفعال من أبنية المبالغة. والرّزق: معروف. والأرزاق نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات، وباطنة للقلوب والنّفوس كالمعارف والعلوم. قال الله تعالى: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللهِ رِزْقُها…}.[هود:٦]

وأرزاق بني آدم مكتوبة مقدّرة لهم، وهي واصلة إليهم. قال الله تعالى: ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون يقول: بل إن رازقهم ما خلقهم إلا ليعبدون وقال تعالى {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتين}.[الذاريات:٥٨]

علاقة البشر بالتنمية الاقتصادية
الإنسان وفق المرجعية الفكرية الإسلامية ليس مجرد كتلة مادية، وبالتالي لا تنحصر حاجاته في المادة من أكل وشرب وسكن وملبس وأمن… .

فهناك الجانب الروحي الذي يميّزه عمّا سواه من المخلوقات الأرضية، كما أنّ الجانب المادي في الإنسان يميزه عن بعض المخلوقات السماوية، كالملائكة مثلاً التي تفتقد للحاجات المادية كونها ذات جانب واحد فقط، وهو الجانب الروحي.

إنّ التنازع بين متطلبات الجسد ودوافع الروح يقود إلى توازن بين القوى الموجودة في الإنسان، ومن ثم تقوده للتكامل وفق ما أودعه الله فيه وجعله وفق هذا التخطيط خليفة له.

فالغاية من العبادة لله ليتكامل الإنسان في أخلاقه وسلوكه عن طريق التوجّه إلى ربه.
وما يميز الإنسان والعنصر الوحيد لتقييمه هو إنسانيته.

وهذه الإنسانية تتمثل في أخلاقية عبوديته لله تعالى متجسدة في التقديس والتسبيح، وأمّا ما بقي منه فلا يختلف عن الحيوان بشيء.
وبذلك، فإنّ الفكر الإسلامي يعتبر كل ما في الأرض، وكل نظم الحياة في مختلف جوانبها، وكل الأنشطة التي شرّعها الله تعالى، ومنها السعي لتحقيق التنمية، كل ذلك وسائل لتمهيد السبيل من أجل هدف أكبر وغاية أسمى، تتمثل في قوله تعالى: {وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُون‏}.[الذاريات:٥٦]

وكل هذه الأنشطة التي تعتبر وسائل، اعتبرها الإسلام عبادة لله ما دام الإنسان يسعى لتحقيقها من أجل رضا الله تعالى وإقامة شرعه وحكمه في الأرض.

المعالجة الاقتصادية

بدأ الإسلام بمعالجة الحالة الاقتصادية التي تعمل على تحسين أحوال المعيشة والاقتصاد وكذلك تقوم بتنشيط الحركة العمالية في المجتمع، وتمثّلت بعض المعالجات الاقتصادية في سيرة الإمام الباقر عليه السلام، وقد ذكرت أبحاث اقتصادية كثيرة له عليه السلام في هذا الباب منها ما يلي:

الحالة الاقتصادية عند الإمام الباقر عليه السلام

١. الأحوال المعيشية وتحسينها
دعا الإمام عليه السلام جميع أفراد الأمة إلى السعي الحثيث والجد الدؤوب في طلب المعيشة لينعم الإنسان بالرخاء والرفاه مع أسرته ومع المجتمع الذي يعيش فيه، ويتجنب بذلك بؤس الفقر وذل الحاجة ويعيش بكرامة من عرق جبينه وكد يمينه.

فقال عليه السلام: «من تسلح لطلب المعيشة خفت مؤونته، ورخا باله، ونعم عياله».

ومع توفر المال يجب توفر الأخلاق وحسن السلوك.

قال عليه السلام: «بسعة الخلق تطيب المعيشة».
فالجد في طلب المعيشة الشريفة يوفر للإنسان الحياة الاقتصادية الحافلة بالرخاء والنعم، وراحة البال وهدوء الاستقرار، وإن الحياة يطيب مناخها وينعم بال أفرادها في ظلال الرخاء، ولا رخاء بدون اقتصاد؛ فاقتصاد ناجح حياة ناجحة.

٢. طرد الكسل بالعمل
الكسل موجب لشل الحركة الاقتصادية وتجميد الطاقات الإنسانية، ونشر الفساد في الأرض
يقول عليه السلام: «الكسل يضر بالدين والدنيا».(تحف العقول:٢٧٠)
وهذا أمر طبيعي لأن الكسول يتقاعس عن القيام بواجباته الدينية ولا يؤدي فرائضه على وجه تام ولا يقوم بواجباته المطلوبة وهذا بلا ريب يضر بالدين.

وأما أنّه يضر بالدنيا فإنّ الكسول يميل دائماً إلى الخمول مما يسبب له حياة بائسة تسودها الحاجة ويضنيها الفقر.

وقد حذر الإمام عليه السلام بعض أبنائه من الكسل فقال له: «إياك والكسل والضجر فإنّهما مفتاح كل شر، من كسل لم يؤدّ حقاً، ومن ضجر لم يصبر على حق».

وقال علماء الاجتماع: العمل يبعد عنك ثلاث آفات: الفقر والضجر والرذيلة.(تحف العقول:٢٧١)

وقد شجع القرآن الكريم على العمل في قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُون}.[التوبة:١٠٥]فالعمل يطرد الكسل وهو واجب على كل فرد منا والله يأمرنا بذلك وهو يراقب أعمالنا ورسوله والمؤمنون لتكون أعمالاً صالحة يفيد منها الفرد لنفسه وعياله ومجتمعه.

والإسلام بكل اعتزاز يريد للإنسان أن ينطلق في هذه الحياة فيعمل وينتج ويسعد.
كما يريد له أن يؤدي حقوق الناس ويرتبط معهم ارتباطاً وثيقاً من خلال سلوكه الحسن، ويؤدي ما عليه من واجبات عائلية واجتماعية.
وهذا ما دعا الإمام عليه السلام إلى التحذير من الكسل لأنّ الكسل يهمل حقوق الله وحقوق عباد الله.

٣. التحفيز والتشجيع للعمل
كان الإمام عليه السلام يمقت تارك العمل لأنّه يؤدي إلى ضعف الإنتاج وزيادة البطالة وانتشار الأزمات الاقتصادية في البلاد.

قال عليه السلام: «إنّي أمقت الرجل الذي يتعذر عليه المكاسب فيستلقي على قفاه، ويقول: اللهم ارزقني، ويدع أن ينتشر في الأرض، ويلتمس من فضل الله، والذرة [النملة] تخرج من حجرها وتلتمس رزقها، والله عز وجل يطلب إلينا أن ننتشر في الأرض بعد أن نقوم بواجباتنا الدينية لنعمل وننتج ونعيش؛ قال تعالى: {فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون}.[الجمعة:١٠]

٤. العمل في طاعة الله
كان الإمام عليه السلام يرى أنّ العمل هو طاعة الله، فيعمل بنفسه في أرضه يزرعها ويرويها ويصلحها.

عن عَلِيّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَمُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ كَانَ يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَرَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه السلام يَدَعُ خَلَفاً أَفْضَلَ مِنْهُ حَتَّى رَأَيْتُ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عليه السلام فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِظَهُ فَوَعَظَنِي فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ وَعَظَكَ! قَالَ: خَرَجْتُ إِلَى بَعْضِ نَوَاحِي الْمَدِينَةِ فِي سَاعَةٍ حَارَّةٍ فَلَقِيَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ… وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى غُلاَمَيْنِ مَوْلَيَيْنِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: سُبْحَانَ اللهِ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُنْيَا أَمَا لأَعِظَنَّهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ بِنَهْرٍ وَهُوَ يَتَصَابٌّ عَرَقاً فَقُلْتُ أَصْلَحَكَ اللهُ شَيْخٌ مِنْ أَشْيَاخِ قُرَيْشٍ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ فِي طَلَبِ الدُنْيَا أَرَأَيْتَ لَوْ جَاءَ أَجَلُكَ وَأَنْتَ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ مَا كُنْتَ تَصْنَعُ فَقَالَ: «لَوْ جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَلَى هَذِهِ الْحَالِ جَاءَنِي وَأَنَا فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَكُفُّ بِهَا نَفْسِي وَعِيَالِي عَنْكَ وَعَنِ النَّاسِ وَإِنَّمَا كُنْتُ أَخَافُ أَنْ لَوْ جَاءَنِي الْمَوْتُ وَأَنَا عَلَى مَعْصِيَةٍ مِنْ مَعَاصِي اللهِ»، فَقُلْتُ: صَدَقْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ أَرَدْتُ أَنْ أَعِظَكَ فَوَعَظْتَنِي.(الكافي:‏٥/٧٤)

فالعمل على حد تعبير الإمام طاعة من طاعات الله لأنّ به سد الحاجة وكف النفس والعيال من الاحتياج عما في أيدي الناس والذي يكسب يستطيع أن يعطي والذي يعطي خير من الذي يأخذ لأنّ (اليد العليا خير من اليد السفلى).

الحالة الاقتصادية عند الإمام الباقر عليه السلام

٥. الدرهم والدينار
قام الإمام الباقر عليه السلام بأسمى خدمة للعالم الإسلامي، فقد حرر النقد من التبعية إلى الإمبراطورية الرومية، حيث كان النقد يصنع في بلاد الروم ويحمل شعارهم.

فجعله الإمام عليه السلام مستقلاً بنفسه يحمل الشعار الإسلامي. والسبب في ذلك: هو أنّ عبد الملك بن مروان نظر إلى قرطاس قد طرز بمصر فأمر بترجمته إلى العربية، وقد كتب عليه الشعار المسيحي: الأب والابن والروح.

فأنكر ذلك، وكتب إلى عامله على مصر عبد العزيز ابن مروان بإبطال ذلك وأن يحمل المطرزين للثياب والقراطيس وغيرها على أن يطرزها بشعار التوحيد، ويكتبوا عليها: (شهد الله أنه لا إله إلا هو).

وكتب إلى عماله في الآفاق بإبطال ما في أعمالهم من القراطيس المطرزة بطراز الروم، ومعاقبة من وجد عنده شيئاً بعد هذا النهي، وقام المطرزون بكتابة ذلك، فانتشرت في الآفاق، وحملت إلى الروم. ولما علم ملك الروم بذلك استشاط غضباً وكتب إلى عبد الملك أنّ عمل القراطيس بمصر، وسائر ما يطرز إنّما يطرز بطراز الروم إلى أن أبطلته، فإن كان من تقدمك من الخلفاء قد أصاب فقد أخطأت، وإن كنت قد أصبت فقد أخطأوا، فاختر من هاتين الحالتين أيهما شئت وأحببت، وقد بعثت لك بهدية تشبه محلك، وأحببت أن تجعل رد ذلك الطراز إلى ما كان عليه في جميع ما كان يطرز من أصناف الأعلاق حالة أشكرك عليها وتأمر بقبض الهدية.

ولما قرأ عبد الملك الرسالة أعلم الرسول أنّه لا جواب له عنده كما رد الهدية. وقفل الرسول إلى ملك الروم فأخبره الخبر، فكتب ملك الروم إلى عبد الملك يتهدده ويتوعده.

ولما قرأ عبد الملك التهديد ضاقت عليه الأرض، وحار كيف يصنع وراح يقول: أحسبني أشأم مولد في الإسلام، لأني جنيت على رسول الله صلّى الله عليه وآله من شتم هذا الكافر، وسيبقى عليّ هذا العار إلى آخر الدنيا فإنّ النقد الذي توعدني به ملك الروم إذا طبع سوف يتناول في جميع أنحاء العالم.

جمع عبد الملك الناس، وعرض عليهم الأمر فلم يجد عند أحد رأياً حاسماً.

أشار عليه أحدهم يدعى: روح بن زنباع، فقال له: إنّك لتعلم المخرج من هذا الأمر، ولكنك تتعمد تركه، فأنكر عليه عبد الملك وقال له: (ويحك من؟)؛ (عليك بالباقر من أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله فأذعن عبد الملك، وصدقه على رأيه، وعرفه أنّه غاب عليه الأمر، كتب من فوره إلى عامله على يثرب يأمره بإشخاص الإمام وأن يقوم برعايته والاحتفاء به، وأن يجهزه بمائة ألف درهم، وثلثمائة ألف درهم لنفقته، ولما انتهى الكتاب إلى العامل قام بما عهد إليه، وخرج الإمام من المدينة إلى دمشق.

ولما وصل إليها استقبله عبد الملك، واحتفى به، وعرض عليه الأمر فقال (عليه السلام): «لا يعظم هذا عليك فإنّه ليس بشيء من جهتين: إحداهما أنّ الله عز وجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم في رسول الله صلّى الله عليه وآله والأخرى وجود الحيلة فيه…».

وطفق عبد الملك حائراً؟ (وما هي؟).

قال عليه السلام: «تدعو في هذه الساعة بصناع فيضربون بين يديك سككاً للدراهم والدنانير، وتجعل النقش صورة التوحيد وذكر رسول الله صلّى الله عليه وآله أحدهما في وجه الدرهم، والآخر في الوجه الثاني، وتجعل في مدار الدرهم والدينار ذكر البلد الذي يضرب فيه والسنة التي يضرب فيها، وتعتمد إلى وزن ثلاثين درهماً عدداً من الأصناف الثلاثة إلى العشرة منها وزن عشرة مثاقيل، وعشرة منها وزن ستة مثاقيل، وعشرة منها وزن خمسة مثاقيل، فتكون أوزانها جميعاً واحداً وعشرين مثقالاً، فتجزئها من الثلاثين فتصير العدّة من الجميع وزن سبعة مثاقيل، وتصب صنجات من قوارير لا تستحيل إلى زيادة ولا نقصان، فتضرب الدراهم على وزن عشرة، والدنانير على وزن سبعة مثاقيل وأمره بضرب السكة على هذا اللون في جميع مناطق العالم الإسلامي، وأن يكون التعامل بها، وتلقى السكة الأولى، ويعاقب بأشد العقوبة من يتعامل بها، وترجع إلى المعامل الإسلامية لتصب ثانياً على الوجه الإسلامي».

وامتثل عبد الملك كلام الإمام عليه السلام، فضرب السكة حسبما رأى عليه السلام ولما فهم ملك الروم ذلك سقط ما في يده، وخاب سعيه، وظل التعامل بالسكة التي صممها الإمام عليه السلام حتى في زمان العباسيين.(المحاسن للبيهقي:١/٦٢)

وكما يظهر واضحاً أن العالم الإسلامي مدين للإمام الباقر بما أسداه إليه من الفضل في تحرير النقد الإسلامي وإنقاذه من تبعية الروم وجعله مستقلاً بنفسه يصنع في البلاد الإسلامية ويحمل الشعار الإسلامي ويتعامل به جميع المسلمين في شتى الأقطار الإسلامية.

وعندها رد عبد الملك على ملك الروم: افعل ما كنت هددت به ملك العرب. فقال: إنما أردت أن أغيظه بما كتبت به إليه لأني كنت قادراً عليه فأما الآن فلا أفعل لأن ذلك لا يتعامل به أهل الإسلام.

وثبت ما أشار به محمد بن علي بن الحسين إلى اليوم.(المحاسن للبيهقي:٢/١٢٩)

قال: ثم رمى بالدرهم إلى بعض الخدم وقال: عليّ بالخازن…).

شاهد أيضاً

صدر العدد الجديد من نشرة اضاءات فكرية

#نشرة_اضاءات_فكرية العدد الرابع لتحميل العدد اضغط على الرابط التالي: https://online.fliphtml5.com/fsffe/zzry/#p=1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *