البحث في فهارس المكتبة:

الامام السجاد عليه السلام وبناء الانسان

تأليف: الشيخ الدكتور عبد الله يوسف الأحمد

مقدمة المؤلف:

الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب السجاد  (38 هـ – 95 هـ) هو الإمام الرابع من أئمة أهل البيت الأطهار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.
وقد برز الإمام السجاد عليه السلام في فترة إمامته كإمام للمسلمين، ومرجع في الدين، ومنارة في العلم، ومبين للأحكام الشرعية، ومفسر للقرآن الكريم.
وكان مثلاً أعلى في العبادة والزهد والتقوى والورع حتى سمي بسيد الساجدين وزين العابدين وإمام المتقين.
وقد واجه الإمام السجاد عليه السلام في حياته الكثير من المحن والمآسي، وكان أعظمها واقعة كربلاء المأساوية بكل تفاصيلها المؤلمة، وما أعقبها من تداعيات ومفاعيل عاشها الإمام السجاد  بصبر وتجلد وحكمة.
وقد تقلّد الإمام السجاد عليه السلام مقاليد الإمامة بعد استشهاد أبيه الإمام الحسين عليه السلام في فترة زمنية عصيبة خلال النصف الثاني من القرن الأول الهجري، ومارس دوره القيادي والديني رغم حساسية المرحلة وصعوبة الواقع.
وقد رأى الإمام السجاد عليه السلام أن الأمة تواجه أخطاراً عظيمة، وكان من أبرزها تأثر الأمة بالثقافات المتنوعة الوافدة والتي أثرت على شخصية الإنسان المسلم، وعلى مسار الأمة الإسلامية.
والأمر الآخر ضمور القيم الدينية والأخلاقية، وشيوع المفاسد والمحرمات نتيجة لحالة الرخاء في العيش والإسراف في ملذات الدنيا وشهواتها، وذلك بهدف إشغال الناس بالدنيا وإبعادهم عن روح الإسلام ومقاصده وأهدافه العليا.
ومن هنا، اهتم الإمام السجاد عليه السلام بعد مأساة كربلاء ببناء الإنسان وتربيته تربية دينية وعلمية محكمة من أجل تأهيل كوادر رسالية تقود مسيرة الأمة، وتصحح مسارها الخاطئ، وتساهم في نشر العلم والمعرفة في الحواضر العلمية الكبرى.
وبالفعل فقد اهتم الإمام السجاد عليه السلام اهتماماً كبيراً بالتربية والتعليم لبناء الإنسان، لأنه المحور في بناء الأمة وتقدمها ونهوضها الحضاري.
ويسلط هذا الكتاب الأضواء بصورة مختصرة على بعض ما قام به الإمام السجاد عليه السلام من محاور مهمة في عملية بناء الإنسان التي ركز عليها، ونشير إلى أهمها في الأمور التالية:
-1 البناء الروحي (التربية بالدعاء).
-2 البناء الإنساني (الارتقاء بالعبيد).
-3 البناء الاقتصادي (الاهتمام بالفقراء).
-4 البناء الحقوقي (رسالة الحقوق).
وذلك بهدف بناء شخصية الإنسان المسلم بناء روحياً ومعنوياً وعلمياً وفكرياً واقتصادياً بحيث يكون مؤهلاً لتولي مسؤوليات وواجبات كبيرة، فالكفاءات الدينية والعلمية هي القادرة على تحمل المسؤوليات الكبيرة، وإنجاز الأعمال، وخدمة المجتمع، وعمارة الأرض.
وقد تخرج من مدرسة الإمام السجاد عليه السلام العلمية الكثير من العلماء والفقهاء والأعلام والشخصيات العظام في مختلف الحقول العلمية والمعرفية ممن التفوا حول حلقات دروسه العلمية، والانتهال من بحار علومه ومعارفه.
وختاماً… أبتهل إلى الله تعالى أن يجعل هذا الكتاب في ميزان أعمالي، وأن ينفعني به في آخرتي، {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}، إنه – تبارك وتعالى – محط الرجاء، وغاية الأمل، وينبوع الرحمة والفيض والعطاء.
والله المستعان
عبدالله أحمد اليوسف
الحلة – القطيف

تحميل الكتاب

شاهد أيضاً

روح الاحباب وروح الالباب في شرح الشهاب

صدرعن شعبة التحقيق في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة كتاب (روح الاحباب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *