البحث في فهارس المكتبة:

وحدة الإرادة

الشيخ علي الفتلاوي
رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة

ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)).

عند التأمل في هذا الحديث الشريف نستنتج ما يلي:

أ: إن إرادة الله تعالى في غضبه على بعض خلقه موافق لإرادة فاطمة في غضبها على بعد الناس، وإرادته تعالى في رضاه موافق لإرادتها عليها السلام في رضاها.

فمن غضب عليه السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام يغضب الله تعالى عليه، ومن رضيت عنه السيدة فاطمة عليها السلام يرضى الله تعالى عليه، فلا تخالف السيدة فاطمة عليها السلام إرادة الله تعالى في الغضب والرضا لأنها لاتغضب ولا ترضى إلا في الله تعالى ولله تعالى دون عاطفة أو هوى أو محاباة أو غير ذلك.

ب: في هذا الحديث الشريف إشارة واضحة إلى عصمة السيدة الزهراء عليها السلام إذ أن غضبها ورضاها ناشئ من علمها بما لا يرضي الله تعالى وبما يغضبه، فلا تخطأ في غضبها أو تشتبه أو تنسى ولا ترضى تبعا لعاطفتها أو هواها أو غير ذلك، فهي تغضب بحق وترضى بحق وليس للباطل أو الظلم سبيل إلى نفسها عليها السلام.

ج: إن السيدة فاطمة عليها السلام ميزان يوزن به الناس فمنهم قريب من الله تعالى ومنهم بعيد عنه، فمن رضيت عنه السيدة فاطمة عليها السلام فهو قريب من الله تعالى، ومن غضبت عليه فهو بعيد عنه تعالى.

لله درك يا سيدتي،  من له هذه الخصائص غيرك وغير أبيك وبعلك وبنيك؟

 

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *