بقلم: عرفان محمود
المدخل:
– أهمية معرفة صفات أصحاب الامام المهدي عليه السلام:
لا يجد المراجع للأحاديث الشريفة الواردة بشأنقضيّة الإمام المهدي الموعود المنتظر – عجّل الله فرجه- والمتدبّر في نصوصها، صعوبة في ملاحظة اهتمامها البالغ بشأن توضيح خصال وخصائص أصحاب المهدي عليه السلام وأهمية دورهم في ظهوره ونجاح ثورته الإصلاحية الكبرى، فالأحاديث الشريفة المتحدّثة عن هذا الموضوع كثيرة اخترنا منها هنا ما يربو على الأربعين حديثاً كمحور للحديث في هذه المقالة. ومن الواضح لكلّ ذي بصيرة أنّ اهتمام الأحاديث الشريفة بأمرٍ معيّن يتناسب مع أهميته وتأثيره في الهداية وتقريب العباد من مقاصد الشريعة، وهذا ما يصدق على قضية الإمام المهدي عليه السلام أيضاً، فالأحاديث الشريفة تعمدت إبراز بعض جوانبها وتسليط المزيد من الأضواء عليها دون بعضها الآخر لمقاصد مهمة ينبغي التنبّه إليها ومعرفتها والاهتمام بها بما يتناسب مع اهتمام الأحاديث الشريفة بها وفي ذلك مقدمة ضرورية للحصول على ثمار الهداية والصلاح المرجوّة منها.
– دعوة الأحاديث الشريفة إلى التحلي بخصال أنصار الإمام المهدي عجلّ الله فرجه:
وبالنسبة لاهتمام الأحاديث الشريفة بتفصيل الحديث عن أصحاب المهدي وأنصاره عليه السلام وخصالهم وسموّ مراتبهم ومقاماتهم، فلعلّ من أهم أهدافها هو حثّ المؤمنين على السعي والاجتهاد للتحلّي بخصالهم والاتّصاف بصفاتهم والاقتداء بهم، وهذه ثمرة تربوية مهمة للغاية توصل المؤمن إلى مرتبة سامية من الصلاح والكمال والقرب من الله جلّ وعلا، إذ إنّها تمثّل وسيلة لحثّ المؤمنين على العمل الصالح والاجتهاد في الاتصاف بخصال الشخصية الربانية الإسلامية التي يتحلى بها أصحاب المهدي -عجّل الله فرجه -. وسيلة للتمهيد لظهور المنقذ (عجلّ الله فرجه) والإصلاح كما أنّ في هذا الاجتهاد مساهمة في التمهيد العملي لظهور الإمام المنتظر – عجّل الله فرجه -، لأنه يمثّل مسعى لتحقيق أهم شرطٍ له وهو توفّر العدد اللازم من الأنصار الأوفياء الموصوفين بتلك الصفات، وهذا من التكاليف المهمة لعصر الغيبة الكبرى بل ولعلّه أهمها. وعليه نعرف أنّ في هذه الأحاديث دعوة للمؤمنين إلى المساهمة في التمهيد لظهور المصلح العالمي المنتظر – عجّل الله فرجه – تعزّز المفهوم الإيجابي للانتظار وتبيّن أهم مقتضياته العملية.
من هنا قسمّنا البحث إلى قسمين
الأوّل: هو توضيح ما أكدته الأحاديث الشريفة من أنّ توفّر العدد المطلوب من الأنصا ر الأوفياءه والشرط الأساسي للظهور المهدوي المنتظر – عجّل الله تعالى أوانه -.
والثاني: هو توضيح صفاتهم التي ينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في السعي للتحلّي بها. فالهدف الأساس للمقال تربوي بالدرجة الأولى، وفّقنا الله تعالى جميعاًً للاستفادة منه، ومعرفة صفات هؤلاء الأنصار الأوفياء والاجتهاد في العمل للتحلّي بها .