تأليف: السيد القاضي نور الله التستري
مقدمة التحقيق
الحمدُ لله ربّ العالمن والص اة والسام على محمدٍ وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم ومنكري فضائلهم من الأولين والآخرين.
آيةُ التطهير الشريفة من الآيات التي عنت بذكر وعصمة أهل البيت عليهم السلام وأثبتت حقوقهم الطبيعية كالعصمة والإمامة ولوازمهما. وتُعتبر الآية الطاهرة من الآيات التي اعتنى بها الأعلام شرحاً وتفسيراً وتوضيحاً منذُ العصور الغابرة، وفي الوقت نفسه كانت مثاراً للجدل بين من خالفنا في عقيدته – البعض منهم – فمنهم مَن أدخل فيها نساء النبي الأعظم صلى الله عليه وآله ، واستدلوا عليه بأدلة غير ناهضة، بل واهية، ورُدّ هذا الرأي بردود عدّة من قبل أع ام الطائفة الحقّة – الإمامية – ومن بين هذه الردود الرسالة التي بين يديك الكريمتين المسماة بـ(السحاب المطير في تفسير آية التطهير) التي خطتها يراعُ فحلٍ من فحول الكلام والفقه والمناظرة – الشهيد المحقق – الذي روى طريق الحق بدمه الزاكي – القاضي نور الله التستري (أعلى الله درجاته) المتوفى (1019 هـ).
فكانت رسالةً شافيةً ناجعةً رغم حجمها الصغير ولكنها ذات معنى سامي وعال.
وهذا هو شأن مصنّفها في رسائله الاُخر، ك في رسالته القرآنية االأخرى المعروفة ب (كشف العوار في تفسير آية الغار).
وممّن ذكر رسالتنا المحقق الخبير العلامة آقا بزرك الطهارني في الذريعة: ج 12 ، ص 1500 ، رقم 1005 ، فلا بأس قبل الدخول في البحث نذكر كيفية عملنا بهذه الرسالة.
عملنا في الرسالة:
الرسالة التي بين يديك – عزيز القارئ – صغرة بحجمها ولكنها كبيرة بمادتها، وأهمية موضوعها، ولذا وقع اختيارنا عليها من يوم عثورنا على هذه الرسالة الشريفة في مركز إحياء التراث الإسلامي في قم المقدسة.
وكانت مصورة من مكتبة السيد المرعشي النجفي علماً أنها منسوخة في سنة 10922هـ أيّ بعد استشهاد مصنفها قدس سره بأكثر من سبعين عاماً.
وكان عملُنا بها كالتالي.
1. تحقيق النص.
2. استخراج المصادر والأقوال.
3. وضع علامات الترقيم في محلّها.
4. ثبت اختلافات النسخة الخطية مع بعض مصنّفات المؤلّف إنّ وجدت.
5. إضافة بعض العناوين وجعلناها بين معقوفتين.
6. قام بتنضيد الكتاب وإدخال الهوامش الأخ علاء أحمد نعمة الحفار.
7. قام بإخراج الكتاب الأخ أحمد عبدالوهاب محمد زيارة.
هذا ما أحببنا إيراده في هذه المقدمة، ونسأله تعالى التوفيق والقبول، والعفو والعذر عن التقصير والقصور، ونبتهل إلى الله المتعال أنّ يوفقنا للمزيد بحق من عنتهم آية التطهير.