اليوم الأول من شـهـر محرم الحرام
إن شهر محرم من الأشهر الحرم التي كانت الجاهلية تعظمها ،فلما جاء الإسلام اقر تعظيمها. ولما كان يوم العاشر من شهر محرم، يوم شهادة سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام، لذا كان على الشيعة أن يشرعوا في أحزانهم عليه منذ رؤيتهم لهلال هذا الشهر ففي الرواية المشهورة عن الإمام الرضا عليه السلام قال : كان أبي ــ الإمام موسى بن جعفر عليه السلام ــ إذا دخل المحرم لا يرى ضاحكا وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه يقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام
وفي مثل هذا اليوم استجاب الله تعالى دعوة نبيه زكريا عليه السلام فوهب له يحيى عليه السلام.
وفيه رفع إلى السماء نبي الله إدريس عليه السلام.
وفي هذا اليوم من السنة الثامنة للبعثة النبوية بدأ حصار بني هاشم في شعب أبي طالب من قبل مشركي مكة وفيه كتبوا معاهدتهم المعروفة التي أكلتها دودة الأرضة باستثناء اسم الله سبحانه وتعالى.
وفيه وقعت غزوة ذات الرقاع، على رواية الشيخ البهائي وذلك في السنة الرابعة للهجرة النبوية، ومع النبي صلی الله عليه و آله و سلم يوم خروجه سبعمائة مقاتل، وخلف أبا ذر على المدينة.
وفيه توفى محمد بن الحنفية بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام سنة 81 للهجرة ودفن في البقيع، وقيل انه فرّ من فتنة ابن الزبير إلى مكان مجهول ومات حيث لا يعلم مكانه.
وفيه توفى الشيخ الأجل حسن بن زين الدين الشهيد الثاني سنة 1011 للهجرة وله مصنفات عديدة في الحديث والفقه.
وفي هذا اليوم فتحت الإسكندرية على يد عمر بن العاص سنة عشرين.
وفيه من سنة 161 للهجرة مات سفيان الثوري المبغض لأهل البيت عليهم السلام ، عاصر الإمام الصادق عليه السلام ،وكذلك عاصر الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، وعاصر أيضا الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام، وللإمام الصادق والرضا عليهما السلام معه سجالات واحتجاجات عديدة مذكورة في المصادر التاريخية ، تحكي بمجموعها عن انحرافه وضلال أرائه.
وفي هذا اليوم وقيل في الثامن عشر من شهر ذي الحجة وقعت واقعة الحرة وهي ثورة أهل المدينة على يزيد بن معاوية عليه اللعنة،بسبب كثير ظلمه وفساده وانحرافه،وقد قتل يزيد اللعين في هذا اليوم أكثر من 700 نفر من وجوه المهاجرين والأنصار وحملة القران،وأباح المدينة لجيشه الظلم ثلاثة أيام يفعلون بها وبأهلها ما شاؤوا وأرادوا.
اليوم الثاني من شهر محرم الحرام
في نهار هذا اليوم وصل الإمام الحسين عليه السلام أرض كربلاء سنة 61 هـ ويومها قال مقولته المشهورة: هذا موضع كرب وبلا ههنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا ومقتل رجالنا وسفك دمائنا.
وفيه توفي الشيخ الزاهد ورام بن أبي فراس صاحب كتاب تنبيه الخواطر في سنة 605 للهجرة وهو من أحفاد مالك الأشتر وهو أيضا جد السيد بن طاووس من ناحية ألام.
وفي هذا اليوم وقيل في الثامن عشر من هذا الشهر ورد الإمام الجواد أرض بغداد لما استدعاه المعتصم للإقامة الجبرية.
اليوم الثالث من شهر محرم الحرام
كان خلاص نبي الله يوسف عليه السلام من الجب الذي ألقاه إخوته فيه على ما جاءت به الأخبار.
وفي هذا اليوم نجى الله سبحانه نبيه يونس عليه السلام من بطن الحوت.
وفيه ورد عمر بن سعد عليه اللعنة إلى ارض كربلاء مع أربعة ألاف مقاتل واكتمل عددهم في اليوم العاشر منه.
اليوم الرابع من شهر محرم الحرام
في نهار هذا اليوم بدأت خلافة عثمان بن عفان التي مهدت الأرضية للدولة الأموية المشؤومة، وفي هذا اليوم قال أبو سفيان مقولته المشهورة: تلاقفوها يا بني أمية تلاقف الكرة فو الذي يقسم به أبو سفيان لا جنة ولا نار ولا حشر ولا قيامة وإنما هو الملك.
اليوم الخامس من شهر محرم الحرام
في نهاره كان عبور نبي الله موسى بن عمران عليه السلاممن على البحر وغرق فرعون وجنوده فيه.
في هذا اليوم من سنة واحد وستين للهجرة اجتمعت الجيوش وتكامل عددها لقتال الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
اليوم السادس من شهر محرم الحرام
توفى السيد الأجل الشريف المعروف بالسيد الرضي محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام، جامع كتاب نهج البلاغة والحاوي على خطب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، ذو الحسبين نقيب العلويين وهو أخو السيد المرتضى ودفن في منزله في الكاظمية، ومن ثم نقل إلى حرم الإمام الحسين في كربلاء، ودفن قرب والده خلف ظهر الإمام الحسين عليه السلام بستة اذرع.
اليوم السابع من شهر محرم الحرام
وفي نهار هذا اليوم أوكل عمر بن سعد عليه اللعنة خمسمائة رجل لحراسة نهر العلقمي، بعد أن جاءه كتاب من ابن زياد لعنه الله يأمره بمنع الماء عن الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم.
وفي هذا اليوم من سنة واحد وستين للهجرة، كان لقاء الإمام الحسين عليه السلام بعمر بن سعد عليه اللعنة، لمحاولة صرفه عن قتال أهل البيت عليهم السلام، فلم يقبل ابن سعد ان ينثني عن حربهم، فقال له الحسين عليه السلام: ذبحك الله على فراشك عاجلا ولا غفر الله لك يوم حشرك، والله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا فقال له عمر بن سعد مستهزئا: إن في الشعير كفاية.
اليوم الثامن من شهر محرم الحرام
وفي هذا اليوم نَفَذَ الماء من معسكر الحسين عليه السلام، فدعا الحسين عليه السلام أخاه أبا الفضل العباس عليه السلام وبعث معه ثلاثين فارسا وعشرين قربة، وأمره أن يأتي بالماء من الفرات، فاقبلوا في جوف الليل إلى الفرات فأحس بهم جيش الأعداء من أتباع عمر بن سعد عليه اللعنة، واقتتلوا قتالا شديدا فكان قوم يقاتلون وقوم يملؤون القرب، فرجعوا وشرب الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه، ولذلك سمي العباس عليه السلام بالسقاء.
وفي هذا اليوم من سنة 1218 هجم سعود بن عبد العزيز الوهابي على مكة المكرمة، واحتلها بعد أن تمرد على الدولة العثمانية.
اليوم التاسع من شهر محرم الحرام
وفيه ورد شمر بن ذي الجوشن عليه اللعنة إلى كربلاء حاملا معه كتابا من ابن زياد إلى عمر بن سعد عليهما اللعنة يأمره بان يعرض على الحسين عليه السلام أن ينزل على حكمه وان أبوا فليقاتلهم وليضرب أعناقهم، ويبعث إليه برأس الحسين عليه السلام ويمثل به وبأهل بيته، وقال له أيضا ان قتل الحسين فأوطئ الخيل صدره وظهره، وأمره إن لم يفعل ذلك بالحسين وأصحابه عليه وعليهم السلام فليعتزل العمل وينصب مكانه شمرا بن ذي الجوشن عليه اللعنة.
وفيه حوصر الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام انه قال: تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين وأصحابه، وأيقنوا أنه لا يأتي الحسين ناصر، ولا يمده أهل العراق، بأبي المستضعف الغريب.
وفي هذا اليوم جاء شمر بن ذي الجوشن لعنه الله بكتاب أمان من عبيد الله بن زياد عليه اللعنة إلى أولاد أم البنين وعلى رأسهم العباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، فرفض أبناء أم البنين أمانه وقالوا له: لعنك الله ولعن أمانك أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له.
وفي هذا اليوم زحف عمر بن سعد نحو خيام الحسين عليه السلام، بعد العصر ونادى في جيشه يا خيل الله اركبي وابشري لعنه الله ولعنهم، فطلب منهم الحسين أن يؤخروا الحرب ليصلي هو وأصحابه عليهم السلام طوال الليل.
اليوم العاشر من شهر محرم الحرام
في ليلة هذا اليوم المعروفة بليلة العاشر والتي أعد الحسين سلام الله عليه وأصحابه العدة للمواجهة والحرب فحفروا خندقا وجمعوا فيه الحطب لنهار العاشر، ومع ذلك لم تلههم تلك الأعمال عن العبادة والدعاء والتضرع، ويستحب للموالين إحياؤها بالطاعات وبالخصوص الحضور عند قبر الإمام الحسين عليه السلام والمبيت عند مشهده الشريف، فقد روي ان من زار الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء وبات عنده حتى يصبح حشره الله سبحانه ملطخا بدم الحسين في جملة الشهداء معه.
وفي نهار هذا اليوم قتل سيدنا ومولانا الإمام الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه وإخوته وبنوه وبنو أخيه، وقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام: أصيب الحسين بن علي ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة برمح او ضربة بسيف أو رمية بسهم، إذن فهذا اليوم هو يوم يتجدد فيه حزن آل محمد وشيعتهم فحري بالموالي أن يترك ما كان يدأب عليه في غيره من المباحات، ويقيم سنن المصائب والعزاء والإمساك عن الطعام والشراب الى الزوال وزيارة قبر الإمام الحسين عليه السلام فقد روي أن من زار الحسين يوم العاشر فكأنما زار الله في عرشه.
وفي هذا اليوم وبعد قتل الحسين عليه السلام اسودت السماء وظهرت الكواكب نهارا وسقط التراب الأحمر، وأمطرت السماء دما عبيطا.
وفي هذا اليوم من سنة سبعة وستين قتل عدو الله وأهل البيت عليهم السلام الملعون عبيد الله بن زياد، والحصين بن نمير، وجملة من أصحاب ابن زياد عليهم اللعنة، ممن شارك في قتل الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، قتله إبراهيم بن مالك الأشتر بأمر من المختار عليه الرحمة والرضوان في معركة دارت بينهما قرب نهر الخازر في الموصل.
وفيه من سنة 352 هـ أمر معز الدولة الديلمي أهالي بغداد بإغلاق المحلات وإغلاق الأسواق وأمر أن يمتنع الطباخون عن طبخ الطعام، وأمر بنصب القبب في الأسواق، وأمر النساء أن يخرجن لاطمات الوجوه، وأمر بإقامة المجالس على الإمام الحسين بن علي عليه السلام، وهذه أول مرة تعلن فيها مجالس النياحة والعزاء على الإمام الحسين عليه السلام في بغداد.
وفي هذا اليوم سيظهر الإمام المهدي الموعود عليه السلام فعن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشورا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام.
اليوم الحادي عشر من شهر محرم الحرام
في نهار هذا اليوم من سنة ستين للهجرة سرّح عمر بن سعد عليه اللعنة برأس الحسين عليه السلام مع الخولي بن يزيد، وحميد بن مسلم، إلى عبيد الله بن زياد عليه اللعنة.
وفي عصر هذا اليوم من سنة ستين للهجرة أركبن حرائر الحسين عليه السلام على النياق وسير بهن الى الكوفة ومعهن الإمام السجاد عليه السلام وهو عليل ومغلول اليدين والساقين.
وفي هذا اليوم من سنة ستين للهجرة جلس ابن زياد في قصر الإمارة وأذن للناس إذنا عاما، ثم انه لعنه الله وضع رأس الإمام الحسين عليه السلام أمامه وجعل يضرب ثناياه بقضيب من حديد كان بيده.
اليوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام
في هذا اليوم من سنة ستين للهجرة دفنَ الإمام السجاد عليه السلام الإمام الحسين عليه السلام، وعمه العباس عليه السلام، والشهداء على ما هم عليه الآن. وقيل أن دفن الأجساد كان في اليوم الثاني عشر من هذا الشهر.
اليوم الخامس عشر من شهر محرم الحرام
وفي هذا اليوم ولد السيد الأجل علي بن موسى بن جعفر بن محمد والذي يعود نسبه إلى الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام والملقب بابن طاووس سنة 589 للهجرة، قال في حقه الشيخ الماحوزي – صاحب الكرامات والمقامات ليس في أصحابنا أعبد منه وأورع.
اليوم السادس عشر من شهر محرم الحرام
في مثل هذا اليوم تحولت القبلة إلى الكعبة، على رواية الشيخ الكفعمي والشيخ البهائي قدس سرهما.
اليوم السابع عشر من شهر محرم الحرام
في مثل هذا اليوم انصرف أصحاب الفيل عن مكة وقد نزل عليهم العذاب. ويروى ان تلك الحجارة التي رمي بها أصحاب الفيل كانت باقية إلى زمن النبي صلی الله عليه و آله و سلم ويوم نزلت سورة الفيل كانت بعض تلك الحجارة موجودة في بيت أم هاني.
اليوم التاسع عشر من شهر محرم الحرام
في هذا اليوم سيرت عيالات الحسين عليه السلام السبايا من الكوفة إلى الشام.
وفي هذا اليوم من سنة خمسين سقي الإمام الحسن عليه السلام السمّ، سقته إياه جعدة بنت الأشعث بنت قيس – لعنها الله – وبقي الإمام عليه السلام أربعين يوما مريضا قبل أن يستشهد.
اليوم الحادي والعشرون من شهر محرم الحرام
في ليلة الحادي والعشرين كان زفاف السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها إلى أمير المؤمنين عليه السلام في السنة الثانية من الهجرة على المشهور، وفي رواية أخرى ان ذلك حدث في السادس من شهر ذي الحجة.
وفيه توفي شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي في النجف الأشرف سنة للهجرة460، وقد صنف كتبا في كثير من فنون الإسلام، وحكي ان فضلاء تلامذته الذين كانوا مجتهدين يزيدون على الثلاثمائة عالم من العامة والخاصة، وله كتابان يعدان من الكتب الأساسية المهمة للمذهب،هما كتاب الاستبصار وكتاب التهذيب، وهو الآن مدفون بمسجد معروف بمسجد الطوسي قرب الحضرة العلوية المقدسة في النجف الأشرف.
وفيه توفى آية الله في العالمين أبو منصور حسن بن الشيخ الفقيه سديد الدين يوسف بن المطهر، المعروف بالعلامة الحلي سنة 726 هـ ،وقد كتب من الكتب ما لو أريد تقسيمه على عمره من المهد إلى اللحد لكان نصيب كل يوم من حياته كراساً وكان رحمه الله السبب في تشيع أهل إيران في قصة له مشهورة.
اليوم الثالث والعشرون من شهر محرم الحرام
في مثل هذا اليوم من سنة 1427 هـ حدثت فاجعة تفجير مرقد وقبة الامامين العسكريين عليهما السلام على يد النواصب.
اليوم الخامس والعشرون من شهر محرم الحرام
في مثل هذا اليوم وعلى رواية مشهورة كان استشهاد الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام في السنة الخامسة والتسعين للهجرة،على يد الوليد بن عبد الملك عليه اللعنة، ودفن في البقيع عند عمه الحسن المجتبى عليه السلام وقد بلغ من العمر سبعا وخمسين عاما وبقي بعد واقعة كربلاء خمسة وثلاثين عاما.
اليوم السابع والعشرين من شهر محرم الحرام
في مثل هذا اليوم من سنة 64 للهجرة، دخل جيش الشام بأمر من يزيد عليه اللعنة، وبرئاسة الحصين بن النمير مكة المكرمة على ابن الزبير، فأحرقوا البيت وهدموه، وهو ما يعرف بيوم الحرة.
وفي هذا اليوم كانت وفاة أم البشر حواء سلام الله عليها.
اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم الحرام
في هذا اليوم توفي الصحابي حذيفة بن اليمان صاحب سر النبي صلی الله عليه و آله و سلم ومن خواص الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام وأحد الذين حضروا جنازة الزهراء سلام الله عليها ودفنها.
وفي مثل هذا اليوم قتل المستعصم سنة 656 للهجرة على يد هولاكو، وبموته زالت دولة بني العباس عليهم اللعنة سنة 656هـ.