المدرسة الزينبية
وهي من امهات المعاهد الدينية للحائر المقدس ، تأسست عام 1276هـ (1860م) من قبل السلطان ناصر الدين القاجاري بمباشرة العلامة الشيخ عبد الحسين الطهراني. وكانت هذه المدرسة من المعاهد العلمية الدينية المزدهرة في فترات زمنية مختلفة. وسميت بهذه التسمية نسبة إلى موقعها عند باب الزينبية في الجهة الغربية للروضة الحسينية، وتم تهديمها نتيجة فتح الشارع المحيط بالروضة الحسينية سنة 1948م.
ومن أساتذة المدرسة الزينبية الشاعر الشيخ جعفر الهر ( ت 1347هـ ) وتلميذه الشيخ محمد الخطيب ( ت 1380هـ ).
مدرسة الامام الحسين عليه السلام الدينية
تقع هذه المدرسة في الجانب الشرقي من صحن الامام الحسين . تم تشييدها بعد زوال النظام البائد سنة 1424هـ (2003م) برعاية آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني. وأسندت إدارة المدرسة إلى الشيخ احمد عبد الرضا الصافي، وهي اليوم حافلة بطلاب العلم ونخبة من الاساتذة الفضلاء، حيث يُدرّس فيها الفقه والاصول والنحو والمنطق والتفسير والاخلاق وتُقام فيها الشعائر الدينية والاحتفالات الخاصة بالمناسبات، مثل العشرة الاولى من محرم وليالي شهر رمضان. وفيها مكتبة حَوَت مجموعات قيمة من المصادر التاريخية وكتب أعلام الأمة.
ولا بد من الاشارة الى ان تطوّر الحركة الفكرية والدينية في كربلاء وأتساعها في القرن الثاني عشر الهجري ، إضافة إلى ازدياد عدد الطلاب، خصوصاً من البلدان الإسلامية المختلفة، ادى إلى أنتشار المدارس العلمية الدينية في عموم كربلاء، وليس في الصحن الحسيني الشريف، وهذا ما سنكتب عنه مفصلا في اعداد قادمة ان شاء الله ، فبدأت المدارس والمعاهد العلمية الدينية في كربلاء تتطور تطوراً سريعاً. وكانت لها خصائصها وطابعها المتميز من حيث استقلال البناء وهندسته وإلحاق الأقسام الداخلية للطلبة حيث كان يخصص مكان للسكن في وحدة معمارية وإدارية متكاملة ، وتطور مناهج الدراسة فيها ، فكان يواكب التطور في المقررات، وحاجتها لإدخال بعض المفردات والعلوم المعاصرة في مناهجها ، وكانت تمد الأقطار الإسلامية بالكثير من الكوادر العلمية الإسلامية المتفتحة.
وبعد هذه الدراسة السريعة عن المدارس الدينية في الصحن الحسيني عبر التاريخ تتجلى لنا حقيقة تاريخية هي ان لكربلاء الدور الريادي في تأسيس المدارس الاسلامية ، ” حيث كان الناس يرون ان المدرسة النظامية التي اسسها الوزير نظام الملك في بغداد سنة 459 هـ هي اول مدرسة في الاسلام ، ويعتقدون ان نظام الملك هو اول من انشأ المدارس فاقتدى به الناس ، وهو زعم ابن خلكان وقلده الذهبي ” () إلّا ان الحقائق التاريخية لا يمكن طمسها او نكرانها بأي حال من الاحوال ، فبالمقارنة بين التاريخين اللذين ذكرتهما المصادر التاريخية، يظهر أن المدرسة العضدية في كربلاء ، شيدت قبل المدرسة النظامية بحوالي 90 عاماً ، وعليه فأنها أولى المدارس الإسلامية المشيدة في العراق . وبذلك تبقى كربلاء مدينة رائدة منذ ان حل بها القدوة والمثال ابو الاحرار وسيد الإباء سبط الرسول وريحانته، وستبقى قدوة رغم طمس معالمها ودفن الحقائق المرتبطة بتاريخها.
اعداد شعبة الثراث الثقافي والد