ظاهرة الاستقلاب في النص النبوي والتاريخي
حديث سـد الأبـواب أنموذجـاﹰ
دراسـة تحليليـة وتحقيـق السيد نبيـل الحسني
يقول المؤلف في مقدمته: “حرص أرباب السلطات في كل زمان ومكان على صياغة النص التاريخي وبذل كل الإ مكانيات في حصره فيما يتنا سب مع مقتضيات السلطة ومحاربة ما يعارضها من النصوص فأر هب النص التاريخي في فم القائل به، وقتل في صدر راويه، وأجهض في رحم الحدث كي يتحقق للسلطات مرادها في ولادة نص جديد يترعرع في كنف المصالح الشخصية وينمو على موائد الأهواء النفسية ليغدو في النهاية واقعاً حياتياً يحيا عليه الناس جيلاً بعد جيل ومعطى فكرياً تترسم معه الهوية الثقافية للفرد.
من هنا:
ومن خلال كثير من الشواهد التي تنقل صورة حقيقية عن واقع النص التاريخي وآلية التعامل معه لاسيما النص الإسلامي المؤرخ ببعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الناس أجمعين ليكون مادة التاريخ للمسلمين وغيرهم ممن أراد معرفة الإسلام وجدنا أن هذا النص قد تعرض بفعل طلبات السلطة إلى القلب أو الاقلاب لما وقع زماناً ومكاناً وقولاً وفعلاً وأدوات حتى أصبح الشاهد لما تم تاريخه أو أرخ عرضة للملاحقة والمحاسبة والمحاربة والتهجير أو التشهير كي يصبح الشاهد غريبًا عن الحدث وذائباً مع سيول السلطة التي كتبت نصوصاً لا
تنفع إلا بقاءها في محل تسلطها فكان الاستقلاب في كثير من النصوص.”