البحث في فهارس المكتبة:

رسول الإنسانية في كتابات العلماء

مجلة الوارث 87
رسول الإنسانية في كتابات العلماء

*الدكتور رحيم كاظم الهاشمي

لقد أشاد الكثير من المستشرقين بحقيقة إنسانية الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيعدّونه أهم شخصية على مرّ التاريخ الإنساني وكان اعتقادهم هذا نابعاً عن وعي وإدراك منهم.

حيث يقول الفيلسوف الانكليزي (برناردشو): (إنّ محمداً يجب أن يدعى منقذ الإنسانية إنّني أعتقد أنّه لو تولّى رجل مثله زعامة العالم لنجح في حل مشاكله بطريقة تجلب إلى العالم السلام والسعادة).

وكتب الباحث الفرنسي (جان بروا): (إنّ محمداً يهدي ولا يُهدى ويعمّر ولا يخرّب، إنّ محمداً أكبر مشروع وأكبر مجدد وأكبر قائم بالنهضة الإنسانية، لم يكن محمد رسولاً لقومه وجزيرة العرب فحسب، إنّما هو رسول عالمي أرسل إلى الإنسانية جمعاء.

أمّا الشاعر الألماني (جوته) فقد بادر بإعلان حبّه للإسلام واستوحى العديد من الآيات القرآن ومقامات النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما أشاد الفيلسوف الروسي تولستوي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال: (إنّ محمداً من عظماء الرجال المصلحين الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة فقد هدى أمّماً إلى نور الحق ومنعها من سفك الدماء وارتكاب الفواحش وفتح لها طريق العلم والمدنيّة).

وهناك كتابات التزمت بالموضوعية والمنهج العلمي فمدحت نبي الإسلام وأثنت عليه وفي مقدمتهم عالم الرياضيات (مايكل هارت) إذ وضع النبي محمداً صلى الله عليه وآله وسلم ليكون الأول في طليعة المائة الذين اختارهم بقوله: (إنّ اختياري محمداً ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ كونه الرجل الوحيد بالتاريخ كلّه الذي نجح على المستويين الديني والدنيوي).

كما عدّه الفيلسوف الانكليزي (جيبون) في كتابه حول الامبراطورية الرومانية إنّ أيّ فيلسوف يؤمن بوجود إله لا يمكنه إلاّ أن يقر بعقيدة محمد صلى الله عليه وآله وسلم التي هي عقيدة ربّما كانت أسمى من عقولنا في الوقت الحاضر).

وبالرغم من التعصب الكبير الذي اتسمت به أوروبا في الماضي والإساءات التي وردت في كتابات بعض المستشرقين الذين شوهوا في الإسلام وأساؤوا للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم عن جهل أو عن قصد أحياناً فقد ظهرت كتابات أوروبية أنصفت الإسلام ونبيه.

مع أنّ ديننا ورسولنا الكريم لا يحتاجان إلى شهادة من أحد (والله غني عن العالمين) ولكنها شهادات الآخرين من فلاسفة وكتاب أوصلتهم عقولهم إلى الحقيقة وقد حالت مجتمعاتهم المتعصبة بينهم وبين إشهار إسلامهم فاكتفوا بالتعبير عنها.

هذه الكتابات أنصفت إلى حد ما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي شهادات ترد على الذين يدلسون ويكذبون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فإنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يبقى أكبر من كل الكلمات وهو بتبليغه الرسالة قد أنجز الخير كله وأدّى الأمانة ورسم للإنسانية طريق الأمن والسلام في الدنيا والفوز في الآخرة.

وقد تحمّل في هذا الطريق المشاكل والمصائب التي جرت عليه صلى الله عليه وآله وسلم  في دعوة الناس إلى الإسلام.

وقد ثبت عند الفريقين ما جرى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد قال: «ما أوذي نبي مثل ما أوذيت».

فعبد الله بن وهب قال‏:‏ أخبرني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب قال‏:‏ أخبرني عروة بن الزبير أن عائشة قالت للنبي‏:‏ يا رسول الله:‏ هل أتى عليك يوم أشد عليك من يوم أحد‏؟‏

فقال صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ «‏ما لقيت من قومكِ كان أشد منه يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام فناداني فقال‏:‏ إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم، ثم ناداني ملك الجبال فسلَّم علي ثم قال‏:‏ يا محمد‏!‏ قد بعثني الله إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، قد بعثني إليك ربك لتأمرني ما شئت، إن شئت تطبق عليهم الأخشبين». فقال رسول الله صلى الله عليه آله وسلم‏:‏ «‏أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً».

شاهد أيضاً

صدر العدد الجديد من نشرة اضاءات فكرية

#نشرة_اضاءات_فكرية العدد الرابع لتحميل العدد اضغط على الرابط التالي: https://online.fliphtml5.com/fsffe/zzry/#p=1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *