*الشيخ القرشي
السبب الأول: الدفاع عن المظلومين
ذهبت نفس الإمام الحسين أسى على ما عانته الشيعة – في عهد معاوية – من ضروب المحن والبلاء، فقد أمعن معاوية في ظلمهم وإرهاقهم وفتك بهم فتكاً ذريعاً، وراح يقول للإمام الحسين: (يا أبا عبد الله علمت أنا قتلنا شيعة أبيك فحنطناهم وكفناهم وصلينا عليهم ودفناهم).(تاريخ اليعقوبي:٢/٢٠٦)
وقد بذل قصارى جهوده في تصفية الحساب معهم.
جرائم ارتكبها معاوية بحق من يوالي علياً عليه السلام
١. إعدام أعلام شيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام أمثال (حجر بن عدي، وعمرو بن الحمق الخزاعي وصيفي ابن فسيل وغيرهم).
٢. صلب الموالين لأمير المؤمنين علي عليه السلام على جذوع النخل.
٣. دفن الشيعة من النساء والرجال والصغار والكبار أحياءً.
٤. هدم دور الشيعة في الكوفة والبصرة.
٥. عدم قبول شهادة من يوالي علياً عليه السلام في أي قضية.
٦. حرمان الشيعة من العطاء.
٧. ترويع النساء والأطفال من الشيعة.
٨. إذاعة الذعر والخوف في جميع أوساطهم.
٩. إبعادهم عن ديارهم وأوطانهم إلى الصحراء.
وغير ذلك من صنوف الإرهاق الذي عانوه.
وقد ذعر الإمام الحسين عليه السلام مما حل بأُمّة جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله، فبعث بمذكرته الخطيرة لمعاوية التي سجل فيها جرائم ما ارتكبه في حق الشيعة.
لقد كانت الإجراءات القاسية التي اتخذها الحكم الأُموي ضد الشيعة من أسباب ثورته فهب لإنقاذهم من واقعهم المرير، وحمايتهم من الجور والظلم.
السبب الثاني: مواجهة المخطط الأُموي لمحو ذكر أهل البيت عليهم السلام
من ألمع الأسباب التي ثار من أجلها سيد الشهداء عليه السلام هو أنّ الحكم الأُموي الجائر قد جهد على محو ذكر أهل البيت عليهم السلام في المجتمع الإسلامي واستئصال مآثرهم ومناقبهم وقد استخدم معاوية في هذا السبيل أخبث الوسائل منها:
١. افتعال الأخبار في الحط من شأنهم وشأن أمير المؤمنين علي عليه السلام.
٢. استخدام أجهزة التربية والتعليم لتربية الأجيال على بغض أهل البيت عليهم السلام.
٣. معاقبة من يذكر مناقبهم بأقصى العقوبات وأشدّ الجرائم.
٤. سبّ أهل البيت عليهم السلام على المنابر والمآذن وخطب الجمعة أكثر من (٧٠) عاماً.
٥. أمر الكذّابة بالرواية كذباً عن النّبي صلى الله عليه وآله في حق مخالفي أهل البيت عليهم السلام.
٦. تضعيف منزلة أهل البيت عليهم السلام بين الناس، وحثّ المجتمع بتقديس رموز الكفر والضلال.
وقد عقد الإمام الحسين عليه السلام مؤتمره السياسي الكبير في مكة المكرمة وأحاط المسلمين علماً بالإجراءات الخطيرة التي اتخذها معاوية إلى إزالة أهل البيت عليهم السلام عن الرصيد الإسلامي.
وكان عليه السلام يتحرّق شوقاً إلى الجهاد، ويود أن الموت قد وافاه ولا يسمع سبّ أبيه أمير المؤمنين علي عليه السلام على المنابر والمآذن.
السبب الثالث: إيقاف تحطيم القيم الإسلامية
وعمد الأُمويون إلى تدمير القيم الإسلامية، فلم يعد لها أي ظل على واقع الحياة الإسلامية منها ما جاء:
أولاً: الوحدة الإسلامية
أشاع الأُمويون الفرقة والاختلاف بين المسلمين فأحيوا العصبيات القبلية، وشجعوا الهجاء بين الأسر والقبائل العربية حتى لا تقوم وحدة بين المسلمين، وقد شجّع يزيد الأخطل على هجاء الأنصار الذين آووا النبي صلى الله عليه وآله وحاموا عن دينه أيام غربة الإسلام ومحنته.
لقد كانت الظاهرة البارزة في شعر ذلك العصر هي الهجاء اللاذع فقد قصر الشعراء مواهبهم الأديبة على الهجاء والتفنن في أساليب القذف والسب للأُسر التي كانت تنافس قبائلهم، وقد خلا الشعر الأُموي عن كل نزعة إنسانية أو مقصد اجتماعي، وتفرد بظاهرة الهجاء، وقد خولف بذلك ما كان ينشده الإسلام من الوحدة الشاملة بين أبنائه.
ثانياً: عدم المساواة
هدم الأمويون المساواة العادلة التي أعلنها الإسلام، فقدموا العرب على الموالي وأشاعوا جواً رهيباً من التوتر والتكتل السياسي بين المسلمين، وكان من جراء ذلك أن ألّف الموالي مجموعة من الكتب في نقض العرب وذمّهم، كما ألّف العرب كتباً في نقص الموالي واحتقارهم، وعلى رأس القائمة التي أثارت هذا النحو من التوتر بين المسلمين زياد بن أبيه فقد كان حاقداً على العرب، وقد عهد إلى الكتاب بانتقاصهم.
وقد خالفت هذه السياسة النكراء روح الإسلام الذي ساوى بين المسلمين في جميع الحقوق والواجبات على اختلاف قومياتهم.
ثالثاً: محاربة الحرية
لم يعد أيّ مفهوم للحرية ماثلاً على مسرح الحياة طيلة الحكم الأموي فقد كانت السلطة تحاسب الشعب حساباً منكراً وعسيراً على كل بادرة لا تتفق مع رغباتها، حتى لم يعد في مقدور أي أحد أن يطالب بحقوقه، أو يتكلم بأي مصلحة للناس فقد كان حكم النطع والسيف هو السائد في ذلك العصر.
لقد ثار أبو الأحرار لينقذ الإنسان المسلم وغيره من الاضطهاد الشامل ويعيد للناس حقوقهم التي ضاعت في أيام معاوية ويزيد.
السبب الرابع: انهيار المجتمع
انهار المجتمع في عصر الأمويين، وتحلل من جميع المبادئ الإسلامية أمّا أهم العوامل التي أدت إلى انهياره فهي:
١. حرمان المجتمع من التربية الروحية، فلم يحفل بها أحد من الخلفاء سوى الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام فقد عني بها عناية بالغة إلاّ أنّه قد مني بالأحداث الرهيبة التي منعته من مواصلة مسيرته في إصلاح الناس وتقويم أخلاقهم.
٢. إمعان الحكم الأُموي في إفساد المجتمع وتضليله، وتغديته بكل ما هو بعيد عن واقع الإسلام وهديه.
إنّ هذين العاملين من أهم العوامل التي أدت إلى انهيار ذلك المجتمع، أمّا مظاهر ذلك التحلل والانهيار فهي:
أ: نقض العهود
لم يتأثم أغلب أبناء ذلك المجتمع من نقض العهود والمواثيق، فقد كان عدم الوفاء بها أمراً عادياً، ومتسالماً عليه، وقد شجعهم على ذلك (كسرى العرب)، فقد أعلن في خطابه بالنخيلة أنّ كل ما شرطه على نفسه للإمام الحسن عليه السلام لا يفي به، وعمد إلى نقض جميع الشروط التي أعطاها له.
وكانت هذه الظاهرة من أبرز ذاتيات الكوفيين، فقد أعطوا للإمام الحسين عليه السلام أعظم العهود والمواثيق على مناصرته، ومناجزة عدوه إلاّ أنّهم خانوا ما عاهدوا عليه الله فخذلوه وقتلوه.
ب: الكذب والافتراءات
عدم التحرج من الكذب ومن الأمراض التي أصيب بها ذلك المجتمع فقد مني الكوفيون بذلك بصورة خاصة، فإنّهم لما أحاطوا بالإمام الحسين عليه السلام – يوم الطف – لقتله، وجه عليه السلام سؤالاً إلى قادة الجيش الذين كاتبوه بالقدوم إليهم فقال: «يا شبث بن ربعي، ويا حجار بن أبجر، ويا قيس بن الأشعث، ويا زيد بن الحرث، ألم تكتبوا إليّ أن قد أينعت الثمار، واخضر الجناب وإنّما تقدم على جند لك مجندة».
ولم تخجل تلك النفوس القذرة من تعمد الكذب فأجابوه مجمعين: (لم نفعل) وبهر الإمام فاندفع يقول: «سبحان الله!! بلى والله لقد فعلتم».
وقد جروا إلى المجتمع بما اقترفوه من الآثام كثيراً من الويلات والخطوب، وتسلح بهم أئمة الظلم والجور إلى اضطهاد المسلمين وإرغامهم على ما يكرهون.
ج: شراء النفوس
عرض الضمائر للبيع فقد كان من أحط ما وصل إليه ذلك المجتمع من الانحراف والزيغ عرض الضمائر والأديان لبيعها على السلطة جهاراً.
دال: الإقبال على اللهو
أقبل المجتمع على اللهو والدعارة، وقد شجّع الأُمويون بصورة مباشرة حياة المجون لزعزعة العقيدة الدينية من النفوس، وصرف الناس عما ينشده الإسلام من التوازن في سلوك الفرد.
هذه بعض الأمراض التي ألمت بالمجتمع الإسلامي آنذاك، وقد أدت إلى تسيّبه، وانهيار قيمه وقد ثأر الإمام الحسين عليه السلام ليقضي على التذبذب والانحراف الذي منيت به الأمة.
السبب الخامس: الدفاع عن حقوقه الشرعية
انبرى الإمام الحسين عليه السلام للجهاد دفاعاً عن حقوقه التي نهبها الأُمويون واغتصبوها، وأهمها – فيما نحسب – ما يلي:
١. خلافة رسول الله صلى الله عليه وآله
أوضح الإمام الحسين عليه السلام – كأبيه – في خطبه الشريفة أنّ العترة الطاهرة أولى بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وأحق بمركزه من غيرهم، لأنّهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، بهم فتح الله، وبهم ختم – على حد تعبيره – وقد طبع على هذا الشعور وهو في غضون الصبا، فقد انطلق إلى عمر وكان على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله فصاح به: «انزل عن منبر أبي، واذهب إلى منبر أبيك».
فلم ينفرد الإمام الحسين بهذا الشعور وإنما كان سائداً عند أئمة أهل البيت عليهم السلام فخلافة رسول الله صلى الله عليه وآله من حقوقهم لأنّهم ألصق الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وأكثرهم وعياً لأهدافه.
وهناك شيء آخر جدير بالاهتمام وهو أنّ الإمام الحسين عليه السلام كان هو الخليفة الشرعي بمقتضى معاهدة الصلح التي تم الاتفاق عليها، فقد جاء في بنودها ليس لمعاوية أنْ يعهد بالأمر إلى أحد من بعده والأمر بعده للحسن، فإنْ حدث به حدث فالأمر للحسين.(حياة الإمام الحسن عليه السلام:٢/٢٨٦)
وعلى هذا، فلم تكن بيعة يزيد شرعية، فلم يخرج الإمام الحسين عليه السلام على إمام من أئمة المسلمين – كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الأُموية والنفوس المريضة – وإنّما خرج عليه السلام على ظالم مغتصب للخلافة.
٢. الخمس
والخمس حق مفروض لأهل البيت عليهم السلام نص عليه القرآن وتواترت به السنة، ولكن الحكومات السابقة تناهبته فلم تؤد لهم منه شيئاً لشل حركة المقاومة عند العلويين، وقد أشار الإمام الحسين عليه السلام إلى ذلك في حديثه مع أبي هرة الذي نهاه عن الخروج على بني أُمية، فقال عليه السلام له: «ويحك أبا هرة إنّ بني أُمية أخذوا مالي فصبرت».
وأكبر الظن أنّ المال الذي أخذته بنو أُمية منه هو الخمس، وقد أعلن ذلك دعبل الخزاعي في رائعته التي أنشدها أمام الرضا عليه السلام في خراسان بقوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما
وأيديهم من فيئهم صفرات
والتاع الإمام الرضا عليه لاسلام فجعل يقلب يديه وهو يقول: «إنّها – والله – لصفرات».
وقد أقض مضاجع العلويين منعهم من الخمس باعتباره أحد المصادر الرئيسية لحياتهم الاقتصادية.
ولعل الإمام الحسين عليه السلام قد استهدف بنهضته إرجاع هذا الحق السليب لأهل البيت عليهم السلام.
السبب السادس: الأمر بالمعروف
من أوضح الأسباب التي ثار من أجلها أبو الأحرار عليه السلام إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنّهما من مقومات هذا الدين، والإمام بالدرجة الأُولى مسؤول عنهما.
وقد أدلى عليه السلام بذلك في وصيته لأخيه ابن الحنفية التي أعلن فيها عن أسباب خروجه على يزيد، فقال عليه السلام: «إنّي لم أخرج أشراً، ولا بطراً، ولا ظالماً، ولا مفسداً، وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».
لقد انطلق عليه السلام إلى ميادين الجهاد ليقيم هذا الصرح الشامخ الذي بنيت عليه الحياة الكريمة في الإسلام، وقد انهارت دعائمه أيام الحكم الأُموي فقد أصبح المعروف في عهدهم منكراً، والمنكر معروفاً، وقد أنكر عليهم الإمام في كثير من المواقف، والتي كان منها خطابه الرائع أمام المهاجرين والأنصار، فقد شجب فيه تخاذلهم عن نصرة الحق و دحض الباطل، وإيثارهم للعافية.
ومما قاله عليه السلام في هذا المجال أمام أصحابه وأهل بيته عليهم السلام يوم الطف: «ألا ترون إلى الحق لا يعمل به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه».
لقد آثر الموت على الحياة، لأنّه يرى الحق قد تلاشى والباطل قد استشرى.
السبب السابع: إماتة البدع
عمد الحكم الأُموي إلى نشر البدع بين المسلمين، التي لم يقصد منها إلا محق الإسلام، وإلحاق الهزيمة به، وقد أشار الإمام عليه السلام إلى ذلك في رسالته التي بعثها إلى أهل البصرة يقول فيها: «فإنّ السنة قد أُميتت والبدعة قد أُحييت».(الطبري:٦/٢٠٠)
لقد ثار عليه السلام ليقضي على البدع الجاهلية التي تبناها الأُمويون، ويحيي سنة جده التي أماتوها، فكانت نهضته الخالدة من أجل إماتة الجاهلية ونشر راية الإسلام.
السبب الثامن: العهد النبوي
استشف النبي صلى الله عليه وآله من وراء الغيب ما يمنى به الإسلام من الأخطار الهائلة على أيدي الأُمويين، وأنّه لا يمكن بأي حال تجديد رسالته وتخليد مبادئه إلا بتضحية ولده الإمام الحسين عليه السلام فإنّه هو الذي يكون الدرع الواقي لصيانة الإسلام فعهد إليه بالتضحية والفداء، وقد أدلى عليه السلام بذلك حينما عدله المشفقون عليه عن الخروج إلى العراق فقال لهم: «أمرني رسول الله صلى الله عليه وآله بأمر وأنا ماضٍ إليه».
ويقول المؤرخون: إنّ النبي صلى الله عليه وآله كان قد نعى الحسين عليه السلام إلى المسلمين وأحاطهم علماً بشهادته وما يعانيه من أهوال المصائب، وكان – باستمرار – يتفجّع عليه ويلعن قاتله، وكذلك أخبر الإمام أمير المؤمنين علي عليه السلام بشهادته وما يجرى عليه.
وكان الإمام الحسين عليه السلام على علم وثيق بما يجري عليه فقد سمع ذلك من جده وأبيه وقد أيقن بالشهادة، فمشى إلى الموت بعزم وتصميم امتثالاً لأمر جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله الذي عهد إليه بذلك.
السبب التاسع: العزة والكرامة
من الأسباب المهمة التي ثار من أجلها سيد الشهداء عليه السلام هو العزة والكرامة، فقد أراد الأُمويون إرغامه على الذل، والخنوع، فأبى إلاّ أن يعيش عزيزاً تحت ظلال السيوف والرماح، وقد أعلن سلام الله عليه ذلك يوم الطف بقوله: «ألا إنّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منّا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله، ونفوس أبية، وأنوف حمية من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام».
وقال عليه السلام: «إنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برماً».
لقد عائق الموت بثغر باسم في سبيل إبائه وعزته، وضحى بكل شيء من أجل حريته وكرامته.
السبب العاشر: غدر الأُمويين وفتكهم
لقد أيقن الإمام الحسين عليه السلام أنّ الأُمويين لا يتركونه، ولا تكف أيديهم عن الغدر والفتك به حتى لو سالمهم وبايعهم، وذلك لما يلي:
١. إنّ الإمام عليه السلام كان أبرز شخصية في العالم الإسلامي، وقد عقد له المسلمون في دخائل نفوسهم خالص الود والولاء لأنّه حفيد نبيهم وسيد شباب أهل الجنة وخامس أصحاب الكساء، ومن الطبيعي أنّه لا يروق للأُمويين وجود شخصية تتمتع بنفوذ قوي ومكانة مرموقة في جميع الأوساط فإنّها تشكل خطراً على سلطانهم وملكهم وحكومتهم.
٢. إنّ الأُمويين كانوا حاقدين على النبي صلى الله عليه وآله لأنّه وترهم في واقعة بدر، وألحق بهم الهزيمة والعار، كذلك بغضهم لعلي بن أبي طالب عليه السلام لأنّه كسر شوكتهم في بدر وأحد والخندق، وكان يزيد يترقب الفرص للانتقام من أهل البيت النبي صلى الله عليه وآله ليأخذ ثارات بدر منهم، ويقول الرواة إنّه كان يقول:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لأهلوا واستهلوا فرحاً
ثم قالوا يا يزيد لا تشل
قد قتلنا القرم من ساداتهم
وعدلناه ببدر فاعتدل
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل
لست من خندف إن لم أنتقم
من بني أحمد ما كان فعل
أثبت يزيد بن معاوية كفره وبغضه للنبي صلى الله عليه وآله بل شركه وكفره بالله، وعدم التزامه بالشريعة الإسلامية.
٣. إنّ الأُمويين قد عرفوا بالغدر ونقض العهود، فقد صالح الحسن عليه السلام معاوية، وسلم إليه الخلافة ومع ذلك فقد غدر معاوية به فدس إليه سمّاً فقتله، وأعطوا الأمان لمسلم بن عقيل فخانوا به.
وقد أعلن الإمام الحسين عليه السلام إنّ بني أُمية لا يتركونه، قال عليه السلام لأخيه محمد ابن الحنفية: «لو دخلت في حجر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني»، وقال عليه السلام لجعفر بن سليمان الضبعي: «والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة – يعني قلبه الشريف – من جوفي».
فاختار عليه السلام أن يعلن الحرب ويموت ميتة كريمة تهز عروشهم وتقضي على جبروتهم وطغيانهم.
هذه بعض الأسباب التي قام سيد الشهداء عليه السلام من أجلها لمواجهة بني أُمية وطاغيتهم يزيد.