*تأليف: السيد هادي الموسوي
مقدمة المؤلف:
يظهر من الأخبار أنّه لا يوجد أعظم فضلاً وثواباً بعد معرفة الله وتوحيده من زيارة سيّد الشّهداء عليه السلام، ومع أنَّها من المستحبات ولعلَّها تفوق الواجبات في الفضل وعظم الثّواب والمنزلة عند الله سبحانه وتعالى!
وبقدر منزلة الحسين عليه السلام عند الله سبحانه وتعالى عظّم زيارته وجعلها بمنزلة من زار الله جلّ جلاله في عرشه!
هكذا أراد الله عزَّ وجلَّ له ذلك، فجعل كلَّ شيء يرتبط بالحسين عليه السلام مقدّساً ليس له نظير!
جعل أولاده وأنصاره مقدسين!
دمه مقدساً! حرمه مقدّساً! وتربته مقدسةً! زيارته مقدسةً!
زوّاره مقدسين! مأتمه مقدساً!
البكاء والعزاء واللّطم وجميع ما يرتبط بشعائره جعله مقدّساً!
وخصوصاً زيارة عرفة فإنّ لها فضلاً عظيماً ليس لها مثيلٌ في زياراته عليه السلام، ولا زيارات المعصومين عليهم السلام، وهي من أفضل زياراته كما هو رأي كثيرٍ من العلماء، أو لا أقل تعدُّ الثّانية في الفضل بعد زيارة عاشوراء. وذلك لأنَّ الله يتجلّى لزوّار الحسين عليه السلام وينظر إليهم قبل تجلّيه ونظره للحجّاجّ في عرفة!
وزيارة عرفة تعدل ألف حجّة وألف عمرة، بل ألف ألف حجّة وعمرة مع رسول الله صلى الله عليه وآله والحجّة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف، بل لا يحصى فضله، {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}(النحل: 18).
وهذا الاستثناء للحسين عليه السلام كرامة من الله عزَّ وجلَّ لمّا رضي بالشهادة بنفسه وأولاده وأنصاره فرضي الله عنه وقال له:
{يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ. ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً. فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي }(الفجر: 30).