البحث في فهارس المكتبة:

موسوعة ذراري ابي الفضل العباس بن علي بن ابي طالب عليهما السلام

تأليف: السيد زهير محمد آل عمران العلوي

مقدمة المؤلف:

الحمد لله سابغ النعم، فاطر الأشياء من العدم، باعث المصطفى للعرب والعجم، هدىً ورحمةً من غير أجر أو منّ، إلَّا المودّة في القربى حيث قال عزَّ وجلَّ: {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.

فكان أمير المؤمنين خاصّة قرباه، أخوه ووصيّه، صفيّه ونجيّه، وارث علمه، وأبو سبطيه وباب حطّة وسفينة النجاة….

وما إنْ أغمض عينيه، صلوات الله وسلامه عليه، ليلتحق بالرفيق الأعلى حتّى قلبت لهم الأُمّة ظهر المِجنّ، وأذاقتهم صنوف الأذى والمحن، قتلاً بالسيف، أو سمّاً بلا وَجَلٍ أو خوف.. إلَّا ما رحِم الله من نفر مؤمن، باعوا أنفسهم مرضاةً للربّ، أرخصوا دماءهم الزكيّة لئلّا يرجع الناس القهقرى إلى جاهليتهم الجهلاء وضلالتهم العمياء، فكان أبو الفضل العبّاس ابن يعسوب الدين ووصيِّ ربِّ العالمين في طليعة الركب، قريباً رحماً وحامياً ذائداً عن حياض الدين، ماضياً على بصيرة من أمره وقاءً للحسين عليه السلام، حتّى قُطعت يداهُ ورجلاه وفاءً ومجالدةً وجهاداً في سبيل الله.

وحذا حذوه بنوه في الطاعة والوفاء والإخلاص لأئمّة الهدى ومصابيح الدجى، بيد أَنَّ السواد الأعظم لا يعرف عنهم إلّا النتف، وظنّ آخرون أنْ ليس للعبّاس خلف، وأيم الله لَهذا هو الجحود واستخفافٌ بالعبد والمعبود، أنْ يُطمس ذِكرُ بنيه وفيهم الملوك والأُمراء، والعلماء والأُدباء، والمحدّثون والشعراء…

لذا خلعتُ جلباب الكسل وشمّرتُ عن ساعد الجدّ والعمل، مكبّاً على الكتب بشغف ونَهَم، باحثاً، متقصّياً، أنفقتُ العديد من سنيّ عمري دون هذا الأمر، عَلِّي أكون ممّن أدّى بعض ما وجب علَيَّ من المودّة لقربى الرسول الأكرم، أو أحظى بواحدة من ثلاث «عِلْمٌ يُنْتَفعُ به» فأكون موصول العمل ليشفع لي يوم الحساب ما بدر منّي من كثير الخطل والزلل.

تحميل الكتاب
الجزء الأول
الجزء الثاني

شاهد أيضاً

قسم الشؤون الفكرية يستعد لتنظيم المؤتمر العلمي السابع لحملة الشهادات العليا في كربلاء

استقبل سماحة الشيخ رائد الحيدري (دام توفيقه) مسؤول قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *