مكتبة العتبة الحسينية المقدسة قسم الشؤون الفكرية والثقافية
مقالات مشابهة
تأليف: منى جمال كاظم الطفيلي
مقدمة اللجنة العلمية :
في خضم الصراع الفكري بين معسكرين متراهنين على الحقيقة القرآنية والنبوية، يبدأ الصراع في تحريف الكثير من الحقائق على يد معاوية بن أبي سفيان صاحب المشروع التحريفي الذي أخذ باتجاه ترسيخ فكرة الأفضلية وإقصاء الحقائق، أي أفضلية بني أُمية وإقصاء فضائل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته خصوصاً بُعيد الإمام الحسن بن علي عليهما السلام وما أصاب التراث الإسلامي من هجمة غير مسبوقة قادها معاوية بن أبي سفيان في تغيير الكثير من الحقائق لعلمه بأن مشروعه التحريفي هذا سيكون الضمانة الأكثر قبولاً في غسيل الدماغ ورعرعة أجيال على حقائق محرفة لضمانة الابقاء على ما هم عليه الأُموييون من زيفٍ وخداع وتضليل لاستمرار مشروعهم الذي بني على قاعدة رخوة من قلب الحقائق وتزييفها، وبالمقابل يجد معاوية وأمثاله أن المشروع العلوي هو المشروع الذي حفظ حقائق وتراثاً دينياً كبيراً على الرغم من كل الإقصاءات التي طالته، فقد عمل معاوية على تشكيل فريق وضعي من ثالوث مشؤوم يضم ذا قربات اليهودي المعروف باعتراف محققي المسلمين وكعب الأحبار الحميري القادم من اليمن والخارج تواً من الثقافة اليهودية ومخلفاتها، وأبا هريرة الذي قدم من اليمن والذي يلفُ تاريخه الكثير من الغموض والريبة في نسبه ودواعيه ودوافعه في تحميله لأحاديث نافت الستة آلاف حديث لا تتناسب مع المدة التي عاشها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فتشكّل هذا الفريق بأمر من معاوية ليتخذ قصر الخضراء مقراً وليُطلق العديد من الأحاديث الموضوعة في فضائل عثمان وغيره من الصحابة، وليضع الكثير من الأحاديث في الحط من فضائل الإمام علي عليه السلام والتجرؤ على مقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليوعز إلى الذهنية العامة أن الخروقات التي ارتكبها معاوية وأمثاله من بني أُمية كان قد سبقهم إليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهكذا فقد تشكلت منظومة حديثية موضوعة علقت في ذهنية البعض ليؤسسوا عليها عقائدهم الضالة، وبقيت أجيال من المسلمين تعاني من هذه المنظومة الحديثية والتي باتت مصدراً لهم في الأُصول والفروع.والكتاب الذي بين أيدينا هو مشروع خطير يكشف عن محاولات الأُمويين والجهد الاستثنائي المبذول في هذا المجال، فقد كشفت المكاتبة عن العديد من الأحاديث الموضوعة التي تتعارض مع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حتى جاء كتابها الموسوم “الروايات الموضوعة على شخصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، دراسة تحليلة” محاولة جادة في معالجة هذه الأزمات الحديثية التي لا يزال العقل الإسلامي يتلبس بالكثير منها وما خلقته من معاناة وعُقد نفسية خطيرة.
