البحث في فهارس المكتبة:

تحقيق لحديث (من مات ولم يعرف إمام زمانه)

الحديث
من مات ولم يعرف إمام زمانه

اعلم انّه لمّا كانت معرفة اللّه وطاعته لا ينفعان من لم يعرف الإمام ومعرفة الإمام وطاعته لا تقعان الاّ بعد معرفة اللّه صحّ أن يقال انّ معرفة اللّه هي معرفة الإمام وطاعته، ولمّا كانت أيضا المعارف الدينيّة العقليّة والسمعية تحصل من جهة الإمام وكان الإمام آمرا بذلك وداعيا إليه صحّ القول بأن معرفة الإمام وطاعته هي معرفة اللّه سبحانه كما تقول في المعرفة بالرسول وطاعته انّها معرفة باللّه سبحانه، قال اللّه (عزّ وجلّ): «مَنْ يُطِعِ اَلرَّسُولَ فَقَدْ أطاعَ اللهَ» وما تضمّنه قول الحسين عليه السّلام من تقدّم المعرفة على العبادة غاية في البيان والتنبيه، وجاء في الحديث من طريق العامّة عن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب: انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم قال: (من مات وليس في عنقه بيعة لإمام أوليس في عنقه عهد الامام مات ميتة جاهليّة).

وروى كثير منهم انّه عليه السّلام قال: من مات وهولا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وهذان الخبران بذلك يطابقان المعنى في قول اللّه تعالى: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا » فإن قال الخصوم إنّ الإمام هاهنا هو الكتاب قيل لهم:

هذا انصراف عن ظاهر القرآن بغير حجّة توجب ذلك ولا برهان لأنّ ظاهر التلاوة يفيد انّ الإمام في الحقيقة هو المقدّم في الفعل والمطاع في الأمر والنهي وليس يوصف بهذا الكتاب الاّ أن يكون على سبيل الاتّساع والمجاز والمصير الى الظاهر من حقيقة الكلام أولى إلاّ أن يدعوالى الإنصراف عند الاضطرار.

وأيضا فانّ أحد الخبرين يتضمّن ذكر البيعة والعهد للإمام ونحن نعلم انّه لا بيعة للكتاب في أعناق الناس ولا معنى لأن يكون له عهد في الرقاب فعلم أنّ قولكم في الإمام أنّه الكتاب غير صواب.

فإن قالوا: ما تنكرون أن يكون الإمام المذكور في الآية هوالرسول؟ قيل لهم: انّ الرسول قد فارق الأمّة بالوفاة، وفي أحد الخبرين انّه إمام الزمان وهذا يقتضي انّه حيّ ناطق موجود في الزمان فأمّا من مضى بالوفاة فليس يقال أنّه إمام الاّ على معنى وصفنا للكتاب بأنّه إمام، ولولا أنّ الأمر كما ذكرناه لكان إبراهيم الخليل عليه السّلام إمام زماننا لأنّا عاملون بشرعه متعبّدون بدينه وهذا فاسد الاّ على الإستعارة والمجاز.

فظاهر قول النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «من مات وهولا يعرف إمام زمانه» يدلّ على انّ لكلّ زمان إماما في الحقيقة يصحّ أن يتوجّه منه الأمر ويلزم له الاتّباع وهذا واضح لمن طلب الصواب.

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *