البحث في فهارس المكتبة:

النور المقذوف في القلب المشغوف (رسالة في الايمان)

*السيد الميرزا محمد بن عبد النبي النيسابوري الحائري
*تحقيق: صاحب عبد الإله الإبراهيمي

مقدمة المحقق

الحمد لله رب البرية، وصلى الله على محمد وآله خير الورى سجية، واللعنة الدائمة الأبدية، على أعدائهم ومُنكري فضائلهم السَنيّة، ومقاماتهم العليّة. عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل إليه: «إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين – وجمع بين مسبحتيه – ولا أقول كهاتين – وجمع بين المسبحة والوسطى – فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا، ولا تقدموهم فتضلوا.» الحديث واضح جداً ودلالته واضحة أيضاً لاتحتمل الجدل أبداً، فالنجاة في التمسك بالكتاب والعترة الهادية المهدية لا غير، وبما أن الكتاب صامت فالمخبر عنه هم العترة عليهم السلام، فهم المفسرون والمبُيّنون له، فيجب إذن الأخذ عنهم والرد إليهم عليهم السلام في كل شيء، وكلامهم عليهم السلام كله حكمة وعلم وخير وبركة، ولذا ورد الحث منهم عليهم السلام لشيعتهم في الإكثار من الأخذ عنهم والاستزادة من علومهم، وأن منزلة الرجل تعلو بقدر أخذه عنهم، فقد قال الإمام الصادق عليه السلام: «اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر روايتهم عنا ». وقال صلوات الله وسلامه عليه: «اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يُسنون من رواياتهم عنّا، فإنّا لا نعدّ الفقيه منهم فقيهاً حتى يكون محدَّثاً » فقيل له: أويكون المؤمن محدَّثاً؟ قال: «يكون مفهَّماً، والمفهَّم محدَّث .»


والكتاب الماثل بين يديك – عزيزي القاريء – صورة حيّة ومصداق للأخذ عن آل محمد صلوات الله وسلامه عليهم فقط لاغير، فالمصنف – أعلى الله مقامه ممن عُرف لدى القاصي والداني بالانكباب على حديثهم الشريف والنهل منه، وحيث أن مسألة الإيمان قد تعددت فيها الأقوال حتى وصلت الى سبعة مذاهب، حيث سيشير المصنِّف – أعلى الله مقامه – في مقدمة هذه الرسالة الى ذلك، وهذه الأقوال شرّق فيها أصحابها وغرّبوا، فأدلى المصنِّف بدلوه، ونهل كعادته من العيون الصافية الطيبة لمحمدٍ وعلٍي وآلهما صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن، لإثبات القول الصحيح في هذه المسألة ، فخذ – عزيزي القاريء – من هذا العذب الفرات، واغتنم الفرصة؛ لكي لاتذهب الأيام والسنين هكذا كالهباء المنثور.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

تحميل الكتاب

شاهد أيضاً

الامام الحسين عليه السلام في كتاب الطبقات الكبير لمحمد بن سعد

صدر حديثاً عن شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *