البحث في فهارس المكتبة:

كم كان عدد أنصار الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء؟

الثورة الحسينية
كـم كـان عدد انصار الإمام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء؟

من المؤكد أنه لا سبيل لنا إلى معرفة العدد الحقيقي لأصحاب الحسين عليه السلام، من استشهد منهم ومن لم يرزق الشهادة، وذلك لان المستندات المباشرة لهذه المسألة، وهي روايات شهود العيان، مختلفة في التقدير. وهي، بطبيعة الحال، غير مبنية على الاحصاء، بل مبنية على الرؤية البصرية والتخمين كما تقضي بذلك طبيعة الموقف، ومن هنا فإن أيا منها لا تعبر عن عدد نهائي، وإنما تعبر عن عدد تقريبي، لا بد أن يفترض فيه أنه يزيد على العدد الحقيقي قليلا أو ينقص عنه قليلا.

فيما يلي نعرض الروايات الرئيسية في الموضوع، ونحللها، ونناقشها. لدينا، بالنسبة إلى من شارك في المعركة من الهاشميين وغيرهم، أربع روايات.

الرواية الأولى: رواية المسعودي

وهي: (فلما بلغ الحسين القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي… فعدل إلى كربلاء، وهو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته وأصحابه، ونحو مائة راجل) (مروج الذهب: 3 / 70).

إن المسعودي لم يذكر مستنده في هذه الرواية، فلا يمكن أن نقبل العدد الوارد في هذه الرواية على أنه العدد الذي وصل مع الحسين إلى كربلاء، ويمكن أن تكون هذه الرواية صادقة إلى حد بعيد إذا أخرجناها من إطارها الجغرافي، وتأخرنا بها في الزمان قليلا عن لقاء الحسين للحر، واعتبرنا أنها تعبر عن العدد الذي كان قبل أن يعلن الحسين عن مقتل مسلم بن عقيل وعبد الله بن بقطر وهاني بن عروة، وأما بعد ذلك فمن المؤكد أن عدد الأصحاب ليس بالمقدار الذي ورد في رواية المسعودي.

الرواية الثانية: رواية عمار الدهني عن الامام الباقر عليه السلام

وقد جاء فيها: (حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي… فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء… وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل) (الطبري: 5/ 389).

إن عمار الدهني قد تلقى الرواية من أوثق المصادر وهو الإمام الباقر عليه السلام، والمفروض أنه قد تلقي صورة حية ودقيقة لما حدث، فقد طلب الحديث بقوله: (حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته) ولذا فإن مما يبعث على الدهشة أن نجد في الرواية تحريفا منكرا لوقائع التاريخ، فهي تخالف، من عدة وجوه، بعض الحقائق الهامة المتصلة بمعركة كربلاء، ونرجح أن ذلك ناشئ من تلاعب الرواة بها كما ذكرنا آنفا، إلا أن هذا لا يمنع من قبول العدد الوارد في هذه الرواية بصورة مبدئية.

الرواية الثالثة: رواية الحصين بن عبد الرحمان

عن سعد بن عبيدة، قال: (إن أشياخا من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون: اللهم أنزل نصرك، قال: قلت : يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه… وإني لأنظر إليهم، وإنهم لقريب من مائة رجل، فيهم لصلب علي بن أبي طالب عليه السلام خمسة، ومن بني هاشم ستة عشر، ورجل من بني سليم حليف لهم، ورجل من بني كنانة حليف لهم، وابن عمر بن زياد) (الطبري: 5/ 389).

الرواية الرابعة: رواية أبي مخنف

عن الضحاك بن عبد الله المشرقي، قال : (… فلما صلى عمر ابن سعد الغداة… وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء، خرج فيمن معه من الناس… وعبأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا).

إن أبا مخنف يتمتع بسمعة جيدة من حيث دقته وصدقه في أخباره التاريخية. وقد نقل أبو مخنف هذه الرواية بواسطة واحدة عن أحد أصحاب الحسين الذين قاتلوا معه إلى أن بقي من أصحابه رجلان وهو الضحاك بن عبد الله المشرقي، وهو، فيما يبدو، رجل صارم وعملي ودقيق جدا، فحين طلب الحسين منه النصرة أجابه إلى ذلك مشترطا أن يكون في حل من الانصراف عنه حين لا يعود قتاله مفيدا في الدفع عن الحسين، وقد أجابه الحسين إلى شرطه فاشترك الضحاك في المعركة بصدق. إن هذه الملاحظة تبعث على الوثوق بدقته.

ونلاحظ مما سبق أن عدد الأصحاب لم يكن ثابتا في جميع المراحل، منذ الخروج من مكة إلى ما بعد ظهر اليوم العاشر من المحرم في كربلاء، وإنما كان العدد متقلبا، بدأ عند الخروج من مكة بالعدد الذي ذكره الخوارزمي (اثنين وثمانين رجلا) ثم ازداد العدد كثيرا في الطريق، ثم تقلص حتى عاد إلى العدد الأول، وربما يكون قد نقص عنه قليلا، ثم ازداد بنسبة صغيرة قبيل المعركة نتيجة لقدوم بعض الأنصار، وتحول بعض جنود الجيش الأموي إلى معسكر الحسين. وتقديرنا الخاص نتيجة لما انتهى بنا إليه البحث هو أن أصحاب الحسين الذين نقدر أنهم استشهدوا معه في كربلاء من العرب والموالي يقاربون مئة رجل أو يبلغونها وربما زادوا قليلا على المئة.

الثورة الحسينية
عدد أنصار الإمام الحسين في كربلاء؟

محاولة حبيب بن مظاهر جلب مزيد من الانصار

لقد كان من الممكن أن يزيد عدد أصحاب الحسين عليه السلام زيادة كبيرة، لم تكن لتؤثر وحدها على نتيجة المعركة بنفسها، ولكنها كانت تجعلها أطول وأشد مرارة بالنسبة إلى الجيش الأموي، مما كان من الممكن أن يمكن قوات أخرى أن تتدخل إلى جانب الثورة، وعوامل مساعدة ذات طبيعة سياسية أن تحدث فتؤثر على نتيجة المعركة.

كان من الممكن أن يحدث هذا لولا حدوث بعض المعوقات، فقد استأذن حبيب بن مظاهر الأسدي الإمام الحسين قبل المعركة بأيام في أن يأتي قومه من بني أسد الذين كانوا قريبين من موقع المعركة فيدعوهم إلى نصرة الحسين، فأذن له. وقد استجاب لدعوة حبيب بن مظاهر من هذا الحي من بني أسد تسعون مقاتلا جاءوا معه يريدون معسكر الحسين، ولكن عمر بن سعد علم بذلك فوجه إليهم قوة من أربعمئة فارس، ( فبينما أولئك القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير، فتناوش الفريقان واقتتلوا، فصاح حبيب بالأزرق بن الحرث : مالك ولنا، انصرف عنا، يا ويلك دعنا واشق بغيرنا، فأبى الأزرق، وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخيل ابن سعد، فانهزموا راجعين إلى حيهم، ثم تحملوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يكبسهم، ورجع حبيب إلى الحسين فأخبره ).

ويبدو أن السلطة كانت تخشى أن يتسامع الناس بما يحدث في كربلاء فيؤدي ذلك إلى تدفق الأنصار على الحسين، ولذا استعجلت إنهاء المعركة والقضاء على الحسين وآله وصحبه، فرفضت المضي في المفاوضات، ووجهت تأنيبا إلى عمر بن سعد لأنه يحاور الحسين، واستخدمت سلاح العطش لا لمجرد التعذيب الجسدي، وإنما لغاية أخرى أيضا هي خفض القدرة القتالية لدى الحسين وقوته الصغيرة، وإضعاف خيلهم، وخلق مشكلة موجعة تنشأ من عطش النساء والأطفال. ويبدو أن محاولة حبيب بن مظاهر قد نبهت قيادة الجيش الأموي إلى إمكانية تسرب قوات موالية للحسين من جانب الفرات، فعززت، إثر هذه المحاولة، حصار العطش لحماية الضفة من تسرب أي إنسان موال للحسين من خلالها.

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

7 تعليقات

  1. كان انصار الحسين يفوق الخمسة آلاف مقاتل قاتلو معه في كربلاء وليس 70 او 100
    والدليل خروج الحسين الطرق العامة في دولة بني امية دولة عسكرية ودموية بامتياز لو كان عدد انصار الحسين 70 كما في الروايات لاستغالت السلطة الأموية الفرصة وقطة عليهم في الصحراء وألا لماذا تبعث السلطة الأموية 30 ألف الى 70 أو 100 اذا يتضح أن أنصار الحسين كان عددهم يفوق الأربعة آلاف

    • عزيزي ان الارقام التي ذكرتها لا يمكن ان تكون واقعية فلو توفر هذا العدد لاستطاع الامام الحسين عليه السلام ان يحتل بلاد الشام والروم!.. وعند محاولة الحصول على رقم صحيح فعليك مراجعة المصادر التاريخية لدى المخالفين والموالفين الذي اتفقوا على ان عدد انصار الامام الحسين عليه السلام لا يتعدون مئة نفر (والحق ما شهدت به الاعداء!). ولا مجال لوضع الفرضيات الخيالية امام هذه المشخصات التاريخية التي اصبحت مرجعا تاريخيا خاصة في اثبات أمر بديهي كمظلومية الحسين عليه السلام وقلة الناصر له.

      أشهر الأقوال في عددهم يوم عاشوراء أنهم كانوا 72 شخصاً ، وحسب ما نقله أبو مخنف رواية عن الضحاك بن عبد الله المشرفي كانوا 32 منهم خيّالة و 40 رجّالة الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 320 . الشيخ المفيد ، الإرشاد ج 2 ص (. البلاذري ، أنساب الأشراف ج ۳ ص ۳۹5 .
      ↑ الدينوري، الأخبار الطوال ص ۲56 .
      ↑ ابن اعثم، كتاب الفتوح ج 5 ص ۱۰۱ .
      ↑ القاضي النعمان المغربي ، شرح الأخبار ج ۳ ص ۱55 . الطبري الإمامي ، دلائل الإمامة ص۱۷۸ . الفتال النيشابوري ، روضة الواعظين ص ۱۸4 . الطبرسي ، إعلام الورى ج۱، ص 457 . الخوارزمي ، مقتل الحسين ج ۲ ص 6 . ابن الجوزي ، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ج 5 ص۳۳۹ . عماد الطبري ، الكامل البهائي في السقيفة ج ۲ ص ۲۸۱ . ابن كثير، البداية والنهاية ج ۸ ، ص ۱۹۲ ).

      -وفي رواية الحصين بن عبد الرحمن عن سعد بن عبيدة أن عددهم كان قرابة 100 شخص [( الطبري ، تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص 295 . البلاذري ، أنساب الأشراف ج ۳ ص 424 . الذهبي ، تاريخ الإسلام ج 5 ص 15 .)

      –وروى أبو مخنف عن زيد بن علي أن عددهم 300 شخص ( الذهبي ، تاريخ الإسلام ج 5 ص 489 (ذيل حوادث سنة 121 هـ ) .)

      -وذكر القاضي النعمان المغربي وأبو زيد البلخي أن عددهم أقل من 70 شخصاً . ( القاضي المغربي ، شرح الأخبار ج ۳ ص ۱54 . أبوزيد البلخي ، البدء والتاريخ ج ۲ ص ۲4۱ .)

      -وذكر المسعودي أن عددهم 61 شخصاً . (المسعودي، إثبات الوصية ص 166 .)

      -وذكر الخوارزمي أن هم كانوا 114 شخص . (محمد بن أبي طالب الحسيني الموسوي ، تسلية المُجالس و زينة المَجالس ج ۲ ص ۲۷5 )

      .
      -وذكر سبط بن الجوزي أنهم كانوا 145 شخص (45 منهم خيّالة و 100 منهم رجّالة) . ( العلامة المجلسي ، بحار الأنوار ج 45 ص 4 ) .

      -وذكر ابن حجر الهيتمي أن عددهم نيّف على 80 شخصاً (الهيتمي ، الصواعق المحرقة ص۱۹۷ ).

      فما يمكن الاعتماد عليه من هذه الأقوال هو أشهرها وهو 72 شخصاً ؛ لكون مصادره هي الأقدم والأكثر اعتباراً واعتماداً لدى المحققين .
      وكذلك لو كان عددهم 400 او ما يزيدون فأين اسمائهم ومن عشائرهم؟ ولم لم يؤخذ بثأرهم في ثورة المختار؟ بل ان الاحداث التي حصلت بعد كربلاء كذلك تدل على مظلومية الثورة وقلة الناصر للامام الحسين عليه السلام، وحتى الادبيات الشعرية والقصصية التي كانت في العصر الاموي تدل على على قلة الناصر.

      وهذه احصائية اخرى لعدد الرؤوس المقطوعة تجدها على الويكيبيديا مع المصادر:
      رؤوس الشهداء المقطوعة
      اختلفت المصادر التاريخية في ذكر عدد الذين قُطعت رؤوسهم من شهداء كربلاء على أيدي جلاوزة ابن سعد :
      فالبلاذري [البلاذري، أنساب الأشراف ج ۳ ص 412 ] ، والدينوري [الدينوري، الأخبار الطوال ص ۲5۹] ، والطبري[الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص ۳4۹] ، و الشيخ المفيد[الشيخ المفيد، الأرشاد ج ۲ ص ۱۱۳] ، والخوارزمي [الخوارزمي، مقتل الحسين ج ۲ ص 45] ، و ابن نما الحلي[ابن نما الحلي ، مثير الأحزان ص 65] ذكروا أن الرؤوس كانت ۷۲ رأساً .

      وذكر الدينوري ۷۵ رأساً حين تحدث عن تقسم الرؤوس [الدينوري، الأخبار الطوال ص ۲5۹] .

      ونقل البلاذري عن أبي مخنف أنها كانت ۸۲ رأساً [البلاذري، أنساب الأشراف ج ۳ ص 412 ] .

      أما سبط ابن الجوزي فقد نقل عن هشام بن الكلبي أنها كانت ۹۲ رأساً [سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص ص 256 ] .

      و السيد ابن طاووس [السيد ابن طاووس، اللهوف ص ۸5] ومحمد بن أبي طالب الموسوي فقد ذكرا أنها كانت ۷۸ رأساً [تسلية المُجالس وزينة المَجالس ج ۲ ص ۳۳۱] .

      ونقل الطبري [الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص ۳5۸ ] و ابن شهر آشوب [ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب ج 4 ص ۱۲۱ ] عن أبي مخنف أنها كانت ۷۰ رأساً . وذكر هذا أيضاً ابن الصباغ المالكي [ابن الصباغ مالكي، الفصول المهمة، ص ۱۹۸] .

      والظاهر أن القول الأول ـ بلحاظ تقدّم القائلين به ـ أكثر اعتباراً واعتماداً .

      طبعاً أشار الطبري [الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج 4 ص ۳4۸] والخوارزمي [الخوارزمي، مقتل الحسين ج ۲ ص 44] في صفحةٍ إلى قطع رأس الإمام عليه السلام ، وفي الصفحة التي بعدها ذكرا قطع رؤوس بقية الشهداء وأنها 72 رأساً ، وهذا يعني أنّ مجموعها مع احتساب رأس الإمام عليه السلام 73 رأساً . كذلك عبارات كل من الدينوري و الشيخ مفيد و ابن نما الحلي المتقدمة تشير إلى ذلك .

      وينقل التاريخ لنا التالي:
      كيف تم تقاسم الرؤوس ؟
      تقاسمت القبائل رؤوس شهداء كربلاء كغنائم !! للتقرب بها إلى ابن زياد ، فكانت كالتالي:
      بنو كندة ورئيسهم قيس بن الأشعث : ۱۳ رأساً .
      هوزان رئيسم شمر بن ذي الجوشن : ۱۲ رأساً .
      بنو تميم : ۱۷ رأساً .
      بنو أسد : ۱۷ رأساً .
      قبيلة مِذْحج : 6 رؤوس .
      اشخاص من قبايل أخرى : ۱۳ رأساً .

      فأين رؤوس الالاف التي تتكلم عنها؟ اين قبورهم؟ اين اهلهم وعشائرهم؟.. هداكم الله لنور محمد وال محمد صلوات الله عليهم.
      للمزيد من المعلومات يرجى مراجعة هذا الرابط:
      http://ar.wikishia.net/view/واقعة_عاشوراء_(إحصائيات)#cite_note-39

  2. السلام عليكم..هل من الممكن أن يكون المقاتلين الراجلة وعددهم 40 أن يسيروا مسافة اكثر من الف كيلو متر وعلى مدى أكثر من 20 يوما وهذه المسافة ليست بالقليلة وبعدها تحاصر المجموعة ويقطع عنها الماء ويقاتلون قتالا شديدا علما عدد القتلى من الجانب الاموي وحسب ما ذكر ارقام تصل إلى أكثر من 3000 من الاعداء..اعتقد أن الامام الحسين كان معه جيش اكثر من هذا العدد

    • عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عزيزي ان حدثا تاريخيا وذو أهمية عقائدية كبرى في الوجدان الشيعي لا يمكن اخضاعه للنظريات وتخرصات الافكار بل بالدليل الرصين. وكما قال الشاعر(ومناقبٌ شهد العدو بفضلها, والفضل ما شهدت به الأعداء) فإن الاعداء ومن في معسكرهم كانوا أول من شهد بقلة الناصر للحسين عليه السلام.
      نقل الشيخ محمد مهدي شمس الدين التالي:
      فيما يلي نعرض الروايات الرئيسية في الموضوع ، ونحللها ، ونناقشها . لدينا ، بالنسبة إلى من شارك في المعركة من الهاشميين وغيرهم ، أربع روايات .
      الرواية الاولى : رواية المسعودي ، وهي : ( فلما بلغ الحسين القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي . . . فعدل إلى كربلاء ، وهو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته وأصحابه ، ونحو مائة راجل ) ( المصدر: مروج الذهب : 3 / 70 ) .
      إن المسعودي لم يذكر مستنده في هذه الرواية ، ومع أن المسعودي يتسم بالدقة في تاريخه إلا أننا لا يمكن أن نقبل العدد الوارد في هذه الرواية على أنه العدد الذي وصل مع الحسين إلى كربلاء ، فهي من هذه الجهة تخالف كل الروايات المعروفة التي نعرف مستنداتها ، دون أن تمتاز هذه الرواية بما يجعلها حرية بالقبول دون غيرها . ولعله نحتمل أن المسعودي وقع ضحية التباس وتصحيف بين ( خمسة ) و ( خمسمائة ).
      يمكن أن تكون هذه الرواية صادقة إلى حد بعيد إذا أخرجناها من إطارها الجغرافي ، وتأخرنا بها في الزمان قليلا عن لقاء الحسين للحر ، واعتبرنا أنها تعبر عن العدد الذي كان قبل أن يعلن الحسين عن مقتل مسلم ابن عقيل وعبد الله بن بقطر وهاني بن عروة ، وأما بعد ذلك فمن المؤكد أن عدد الاصحاب ليس بالمقدار الذي ورد في رواية المسعودي الرواية الثانية : رواية عمار الدهني عن أبي جعفر ( محمد بن علي بن الحسين = الامام الباقر ) وقد جاء فيها : ( حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي . . . فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء . . . فنزل وضرب ابنتيه ، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل ) ( الطبري : 5 / 389 ) .

      وقد أورد ابن نما الحلي هذا العدد ، إلا أن الرواية عنده تختلف في التأقيت عن رواية عمار ، فرواية عمار تؤقت العدد بساعة النزول في كربلاء ، وقد كان ذلك في اليوم الثاني من المحرم ( الطبري : 5 / والخوارزمي : 1 / 237 ) ، وابن نما يؤقت العدد في اليوم العاشر من المحرم عند التعبئة ، قال : ( . . وعبا الحسين أصحابه ، وكانوا خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل ) ( مثير الاحزان : 39 ) ، وكذلك الحال عند ابن طاووس وقد صرح بإسناد الرواية إلى الامام الباقر ( اللهوف في قتلى الطفوف : 42 ) .

      ونحن نرجح أن ابن نما – كابن طاووس قد استند إلى رواية عمار الدهني هذه ، وليس لديه مصدر آخر غيرها ، وأن اختلافهما عن رواية عمار في التأقيت ناشئ من عدم دقتهما في قراءة الرواية .
      إن عمار الدهني قد تلقي الرواية من أوثق المصادر وهو الامام الباقر ، والمفروض أنه قد تلقي صورة حية ودقيقة لما حدث ، فقد طلب الحديث بقوله ( حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته ) ولذا فإن مما يبعث على الدهشة أن نجد في الرواية تحريفا منكرا لوقائع التاريخ ، فهي تخالف ، من عدة وجوه ، بعض الحقائق الهامة المتصلة بمعركة كربلاء ، ونرجح أن ذلك ناشئ من تلاعب الرواة بها كما ذكرنا آنفا ، إلا أن هذا لا يمنع من قبول العدد الوارد في هذه الرواية بصورة مبدئية .
      ونلاحظ أن رواية عمار تتفق من حيث الزمان والمكان مع رواية المسعودي التى طرحناها . الرواية الثالثة . رواية الحصين بن عبد الرحمان عن سعد بن عبيدة ، قال : ( إن أشياخا من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون : أللهم أنزل نصرك ، قال : قلت : يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه ! قال : فأقبل الحسين يكلم من بعث إليه ابن زياد ، قال : وإني لانظر إليه وعليه جبة من برود ، فلما كلمهم انصرف ، فرماه رجل من بني تميم يقال له عمر الطهوي بسهم فإني لانظر إلى السهم بين كتفيه متعلقا في جبته ، فلما أبوا عليه رجع إلى مصافه ، وإني لانظر إليهم ، وإنهم لقريب من مائة رجل ، فيهم لصلب علي بن أبي طالب عليه السلام خمسة ، ومن بني هاشم ستة عشر ، ورجل من بني سليم حليف لهم ، ورجل من بني كنانة حليف لهم ، وابن عمر بن زياد ) ( الطبري : 5 / 392 – 393 ) .
      إن هذه الرواية منقولة عن شاهد عيان هو ( سعد بن عبيدة ) ، ويبدو أنه كان مع عمر بن سعد وأنه كان مقربا منه ، فهو يقول في رواية أخرى : ( إنا لمستنقعون في الماء مع عمربن سعد ) ( الطبري : 5 / 393 ) ، بينما تشتمل الرواية موضوع البحث على ملاحظة تدل على أنه كان متعاطفا مع الامام الحسين ومع الثورة : ( . . قلت يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه . . ) .

      والرواية ، من حيث العدد ، تتفق بوجه عام مع رواية أكثر تحديدا هي رواية الخوارزمي المتقدمة عن عدد من خرج مع الحسين من مكة وأنه كان اثنين وثمانين رجلا . وكررها الخوارزمي بصيغة التمريض : ( قيل ) ، في حديثه عن اليوم العاشر من المحرم ( مقتل الحسين 2 / 4 ) ، كما ورد هذا العدد في مصادر أخرى لم نطلع عليها بطريق مباشر .
      ويبدو أن هذه الرواية ، من حيث المكان والزمان ، تصور الموقف في اليوم العاشر من المحرم قبيل المعركة . وربما كانت تصور الموقف بعد نشوب المعركة ( بعد الحملة الاولى مثلا ) ، فإن الصورة الواردة فيها عن عمر الطهوي الذي رمي الحسين بسهم بعد أن فرغ من كلامه وانصرف إلى مصافه ، لم ترد في رواية أخرى من الروايات التي نقلت فيها خطب الحسين وكلماته مع الجيش الاموي ، كذلك صورة هؤلاء الذين يبكون ويدعون .

      الرواية الرابعة : رواية أبي مخنف عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : ( . . . فلما صلى عمر بن سعد الغداة . . . وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء ، خرج فيمن معه من الناس . . . . وعبأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ) ( الطبري : 5 / 422 وفي 436 كرر أبو مخنف ذكر عدد الفرسان ) .

      إن أبا مخنف يتمتع بسمعة جيدة من حيث دقته وصدقه في أخباره التاريخية . وقد نقل أبو مخنف هذه الرواية بواسطة واحدة عن أحد أصحاب الحسين الذين قاتلوا معه إلى أن بقي من أصحابه رجلان – كما سنعرض لذلك فيما يأتي – وهو الضحاك بن عبد الله المشرقي ، وهو ، فيما يبدو ، رجل صارم وعملي ودقيق جدا ، فحين طلب الحسين منه النصرة أجابه إلى ذلك مشترطا أن يكون في حل من الانصراف عنه حين لا يعود قتاله مفيدا في الدفع عن الحسين ، وقد أجابه الحسين إلى شرطه فاشترك الضحاك في المعركة بصدق . إن هذه الملاحظة تبعث على الوثوق بدقته . وهذه الرواية ، من حيث العدد والتأقيت والمكان ، تتفق مع روايات مؤرخين آخرين معاصرين للطبري أو متقدمين عليه .
      منهم أبو حنيفة الدينوري ، قال : ( . .وعبا الحسين عليه السلام أيضا أصحابه ، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا ) ( الاخبار الطوال : 256 ) . والدينوري يرجع إلى مصدر آخر غير مصدر أبي مخنف في روايته هذه .
      ومنهم اليعقوبي ، قال : ( . وكان الحسين في اثنين وستين أو اثنين وسبعين رجلا من أهل بيته وأصحابه ) ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 230 ) .

  3. هناك اطراء بسيط…..
    بعض الرواة يذكرون بأن معركة الطف لم يحدث لها مثيل في التاريخ من حيث شدة القتال ..هل من المعقول 22 الف مقاتل ع اقل رواية يقابلهم 70 …طيب ابا مخنف يقول وعند ظهيرة العاشر من المحرم بان النقص في اصحاب الحسين …اليس هذا يدل ع ان الامام لديه جيش بأعداد كبيرة بحيث ان الذي يشاهد الجيشين لايميز من الاكثر عددا بينهما ولكن عند ظهيرة العاشر بان النقص في اصحاب الحسين عليه السلام …ولكن دخلت الكتائب الحمراء ظهيرة العاشر الى جيش الاعداد وازادوا عددهم وعليه بان النقص في اصحاب الامام …والله اعلم

    • السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اخي العزيز تم الرد سابقا على ما تفضلتم؛
      عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، عزيزي ان حدثا تاريخيا وذو أهمية عقائدية كبرى في الوجدان الشيعي لا يمكن اخضاعه للنظريات وتخرصات الافكار بل بالدليل الرصين. وكما قال الشاعر(ومناقبٌ شهد العدو بفضلها, والفضل ما شهدت به الأعداء) فإن الاعداء ومن في معسكرهم كانوا أول من شهد بقلة الناصر للحسين عليه السلام.
      نقل الشيخ محمد مهدي شمس الدين التالي:
      فيما يلي نعرض الروايات الرئيسية في الموضوع ، ونحللها ، ونناقشها . لدينا ، بالنسبة إلى من شارك في المعركة من الهاشميين وغيرهم ، أربع روايات .
      الرواية الاولى : رواية المسعودي ، وهي : ( فلما بلغ الحسين القادسية لقيه الحر بن يزيد التميمي . . . فعدل إلى كربلاء ، وهو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته وأصحابه ، ونحو مائة راجل ) ( المصدر: مروج الذهب : 3 / 70 ) .
      إن المسعودي لم يذكر مستنده في هذه الرواية ، ومع أن المسعودي يتسم بالدقة في تاريخه إلا أننا لا يمكن أن نقبل العدد الوارد في هذه الرواية على أنه العدد الذي وصل مع الحسين إلى كربلاء ، فهي من هذه الجهة تخالف كل الروايات المعروفة التي نعرف مستنداتها ، دون أن تمتاز هذه الرواية بما يجعلها حرية بالقبول دون غيرها . ولعله نحتمل أن المسعودي وقع ضحية التباس وتصحيف بين ( خمسة ) و ( خمسمائة ).
      يمكن أن تكون هذه الرواية صادقة إلى حد بعيد إذا أخرجناها من إطارها الجغرافي ، وتأخرنا بها في الزمان قليلا عن لقاء الحسين للحر ، واعتبرنا أنها تعبر عن العدد الذي كان قبل أن يعلن الحسين عن مقتل مسلم ابن عقيل وعبد الله بن بقطر وهاني بن عروة ، وأما بعد ذلك فمن المؤكد أن عدد الاصحاب ليس بالمقدار الذي ورد في رواية المسعودي الرواية الثانية : رواية عمار الدهني عن أبي جعفر ( محمد بن علي بن الحسين = الامام الباقر ) وقد جاء فيها : ( حتى إذا كان بينه وبين القادسية ثلاثة أميال لقيه الحر بن يزيد التميمي . . . فلما رأى ذلك عدل إلى كربلاء . . . فنزل وضرب ابنتيه ، وكان أصحابه خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل ) ( الطبري : 5 / 389 ) .

      وقد أورد ابن نما الحلي هذا العدد ، إلا أن الرواية عنده تختلف في التأقيت عن رواية عمار ، فرواية عمار تؤقت العدد بساعة النزول في كربلاء ، وقد كان ذلك في اليوم الثاني من المحرم ( الطبري : 5 / والخوارزمي : 1 / 237 ) ، وابن نما يؤقت العدد في اليوم العاشر من المحرم عند التعبئة ، قال : ( . . وعبا الحسين أصحابه ، وكانوا خمسة وأربعين فارسا ومائة راجل ) ( مثير الاحزان : 39 ) ، وكذلك الحال عند ابن طاووس وقد صرح بإسناد الرواية إلى الامام الباقر ( اللهوف في قتلى الطفوف : 42 ) .

      ونحن نرجح أن ابن نما – كابن طاووس قد استند إلى رواية عمار الدهني هذه ، وليس لديه مصدر آخر غيرها ، وأن اختلافهما عن رواية عمار في التأقيت ناشئ من عدم دقتهما في قراءة الرواية .
      إن عمار الدهني قد تلقي الرواية من أوثق المصادر وهو الامام الباقر ، والمفروض أنه قد تلقي صورة حية ودقيقة لما حدث ، فقد طلب الحديث بقوله ( حدثني عن مقتل الحسين كأني حضرته ) ولذا فإن مما يبعث على الدهشة أن نجد في الرواية تحريفا منكرا لوقائع التاريخ ، فهي تخالف ، من عدة وجوه ، بعض الحقائق الهامة المتصلة بمعركة كربلاء ، ونرجح أن ذلك ناشئ من تلاعب الرواة بها كما ذكرنا آنفا ، إلا أن هذا لا يمنع من قبول العدد الوارد في هذه الرواية بصورة مبدئية .
      ونلاحظ أن رواية عمار تتفق من حيث الزمان والمكان مع رواية المسعودي التى طرحناها . الرواية الثالثة . رواية الحصين بن عبد الرحمان عن سعد بن عبيدة ، قال : ( إن أشياخا من أهل الكوفة لوقوف على التل يبكون ويقولون : أللهم أنزل نصرك ، قال : قلت : يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه ! قال : فأقبل الحسين يكلم من بعث إليه ابن زياد ، قال : وإني لانظر إليه وعليه جبة من برود ، فلما كلمهم انصرف ، فرماه رجل من بني تميم يقال له عمر الطهوي بسهم فإني لانظر إلى السهم بين كتفيه متعلقا في جبته ، فلما أبوا عليه رجع إلى مصافه ، وإني لانظر إليهم ، وإنهم لقريب من مائة رجل ، فيهم لصلب علي بن أبي طالب عليه السلام خمسة ، ومن بني هاشم ستة عشر ، ورجل من بني سليم حليف لهم ، ورجل من بني كنانة حليف لهم ، وابن عمر بن زياد ) ( الطبري : 5 / 392 – 393 ) .
      إن هذه الرواية منقولة عن شاهد عيان هو ( سعد بن عبيدة ) ، ويبدو أنه كان مع عمر بن سعد وأنه كان مقربا منه ، فهو يقول في رواية أخرى : ( إنا لمستنقعون في الماء مع عمربن سعد ) ( الطبري : 5 / 393 ) ، بينما تشتمل الرواية موضوع البحث على ملاحظة تدل على أنه كان متعاطفا مع الامام الحسين ومع الثورة : ( . . قلت يا أعداء الله ألا تنزلون فتنصرونه . . ) .

      والرواية ، من حيث العدد ، تتفق بوجه عام مع رواية أكثر تحديدا هي رواية الخوارزمي المتقدمة عن عدد من خرج مع الحسين من مكة وأنه كان اثنين وثمانين رجلا . وكررها الخوارزمي بصيغة التمريض : ( قيل ) ، في حديثه عن اليوم العاشر من المحرم ( مقتل الحسين 2 / 4 ) ، كما ورد هذا العدد في مصادر أخرى لم نطلع عليها بطريق مباشر .
      ويبدو أن هذه الرواية ، من حيث المكان والزمان ، تصور الموقف في اليوم العاشر من المحرم قبيل المعركة . وربما كانت تصور الموقف بعد نشوب المعركة ( بعد الحملة الاولى مثلا ) ، فإن الصورة الواردة فيها عن عمر الطهوي الذي رمي الحسين بسهم بعد أن فرغ من كلامه وانصرف إلى مصافه ، لم ترد في رواية أخرى من الروايات التي نقلت فيها خطب الحسين وكلماته مع الجيش الاموي ، كذلك صورة هؤلاء الذين يبكون ويدعون .

      الرواية الرابعة : رواية أبي مخنف عن الضحاك بن عبد الله المشرقي ، قال : ( . . . فلما صلى عمر بن سعد الغداة . . . وكان ذلك اليوم يوم عاشوراء ، خرج فيمن معه من الناس . . . . وعبأ الحسين أصحابه وصلى بهم صلاة الغداة ، وكان معه اثنان وثلاثون فارسا وأربعون راجلا ) ( الطبري : 5 / 422 وفي 436 كرر أبو مخنف ذكر عدد الفرسان ) .

      إن أبا مخنف يتمتع بسمعة جيدة من حيث دقته وصدقه في أخباره التاريخية . وقد نقل أبو مخنف هذه الرواية بواسطة واحدة عن أحد أصحاب الحسين الذين قاتلوا معه إلى أن بقي من أصحابه رجلان – كما سنعرض لذلك فيما يأتي – وهو الضحاك بن عبد الله المشرقي ، وهو ، فيما يبدو ، رجل صارم وعملي ودقيق جدا ، فحين طلب الحسين منه النصرة أجابه إلى ذلك مشترطا أن يكون في حل من الانصراف عنه حين لا يعود قتاله مفيدا في الدفع عن الحسين ، وقد أجابه الحسين إلى شرطه فاشترك الضحاك في المعركة بصدق . إن هذه الملاحظة تبعث على الوثوق بدقته . وهذه الرواية ، من حيث العدد والتأقيت والمكان ، تتفق مع روايات مؤرخين آخرين معاصرين للطبري أو متقدمين عليه .
      منهم أبو حنيفة الدينوري ، قال : ( . .وعبا الحسين عليه السلام أيضا أصحابه ، وكانوا اثنين وثلاثين فارسا وأربعين راجلا ) ( الاخبار الطوال : 256 ) . والدينوري يرجع إلى مصدر آخر غير مصدر أبي مخنف في روايته هذه .
      ومنهم اليعقوبي ، قال : ( . وكان الحسين في اثنين وستين أو اثنين وسبعين رجلا من أهل بيته وأصحابه ) ( تاريخ اليعقوبي : 2 / 230 ) .

  4. طالب الكناني

    بارك الله بيكم فيما كتبتم ارجو منكم الدعاء ويكون الدعاء هو خدمة محمد وأل محمد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *