البحث في فهارس المكتبة:

انتصاراً للمظلوم

الشيخ علي الفتلاوي
رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة الحسينية المقدسة

عند تتبعين الأحداث التي حدثت في شهر ربيع الثاني وجدت ثلاثة أحداث قد وقعت في هذا الشهر الشريف فهذه الأحداث الثلاثة تشير كلها إلى الإمام الحسين عليه السلام وهي كما يلي:

الحدث الأول كان في اليوم الأول من ربيع الثاني سنة (65هـ) خرج التوابون بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي الذي يعد من جوه أصحاب الإمام المظلوم الحسين بن علي عليهما السلام للمطالبة بدم الشهيد في كربلاء، وقد ذكر التاريخ قصتهم المليئة بالعبر والمواعظ.

أما الحدث الثاني فهو في اليوم الخامس عشر من ربيع الثاني سنة (66هـ) ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي بالكوفة فبايعه الناس على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والطلب بدم المظلوم الشهيد في كربلاء، وقد تتبع المختار قتلة الإمام الحسين عليه السلام فقتل منهم الكثير بما فيهم قائد الجيش الأموي عمر بن سعد لعنه الله كما أنه بعث برأس عبيد الله بن زياد لعنه الله ورؤوس غيره ممن كان معه ضد الإمام الحسين عليه السلام إلى الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

والحدث الثالث كان في اليوم الرابع والعشرين من ربيع الثاني سنة (64هـ) بعد أربعين يوما من هلاك يزيد بن معاوية لعنهما الله خلع معاوية بن يزيد نفسه عن الخلافة بعد أن تولاها يوم موت أبيه يزيد وذلك في يوم الرابع عشر من شهر ربيع الأول من نفس السنة، وكان يقول في خطبة له: (أيها الناس ما أنا براغب في التآمر عليكم، ولا بالآمن لكراهتكم، بل بلينا بكم وبليتم بنا، ألا إن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب، فربك جدي منه ما تعلمون، وركبتم معه ما لا تجهلون، حتى صار رهين عمله، وضجيج ضحرته، تجاوز الله عنه، ثم صار الأمر إلى أبي، ولقد كان خليقاً أن لا يركب سننه، إذ كان غير خليق بالخلافة، فركب ردعه واستحسن خطأه، فقلّت مدته، وانقطع آثاره، وخمدت ناره، ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه، فإنا لله وإنا إليه راجعون).

فمن خلال التآمل في هذه الأحداث الثلاث نجد واضحاً الانتصار لدم المظلوم الإمام الحسين بن علي عليهما السلام والذي سيتحقق بتمامه عند ظهور صاحب العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف.

المشرف العام

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 6

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *