البحث في فهارس المكتبة:

الدعوة لإقامة الصلاة

الدعوة لإقامة الصلاة*السيد عادل العلوي

ما هو الطريق الناجح لدعوة الناس إلى الصلاة بالوجه المطلوب فرُبّ عائلةٍ يصلّي الأب دون الأم، أو بالعكس، وربما الولد يصلّي دون والديهما أو بالعكس، وهكذا في كل طبقات المجتمع وأصنافهم، فكيف نجعل الصلاة وإقامتها في مجتمعاتنا الإسلامية هي الطابع الأوّل الذي يحكي عن تمسكهم بالدين الإسلامي الحنيف؟ {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ}.[الحج:٤١]

لو رجعنا إلى مصدر تشريعنا القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام في خصوص الصلاة نرى أنه يذكر بعض العلّل، منها ما يلي:

أولاً: إنها كبيرة إلاّ على الخاشعين

قال الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم: {وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}.[البقرة:٤٥]

والخشوع هو لين القلب والضراعة وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب.

وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: «إذا ضرع القلب خشعت الجوارح».(تخريج أحاديث الإحياء:١/٣٣٩)

وقال سبحانه وتعالى: {وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً}[الإسراء:١٠٩]، أو يقول: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:٢]، وقوله: {وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء:٩٠]، وقال تعالى: {وَخَشَعَتْ الأَصْوَاتُ}[طه:١٠٨]، وقال عزّ وجل: {خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ}.[المعارج:٤٤]

فلابّد أن تكون الصلاة بقلب خاشع ومتضرّع وليّن.

سؤال: كيف نجعل قلوبنا ليّنة؟

الجواب:

إنّ القلب يقسو بالذنوب والظلم حتى يكون كالحجارة أو أشدّ، كما يلين بالتوبة والبكاء والاستغفار والإيمان، ومن أهم الطرق للين القلب ما يذكر في هذا السبيل أن نذكّر من قسي قلبه بنِعمَ الله وآلائه، كالأُم التي تذكّر سهر لياليها وألطافها ومحبّتها لبنتها حتى يلين قلبها، وكذلك الأب عندما يذكر حبّه لولده في طفولته، فإنّه يكسب بذلك لين قلب والده في إطاعته.

وفي هذا السياق ترى القرآن الكريم يذكر خدمات الأُم للولد في مقام برّه بأُمّه بأنّه حملته عدة أشهر وهناً على وهن، وأرضعته وكان الحمل والرضاعة في حولين، قوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ}.[لقمان:١٤]

وقال تعالى: {حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً}.[الأحقاف:١٥]

فيلين قلب الولد عندما يتفاعل بهذا اللّطف الإلهي الذي تمثّل في حنان الأEم ولطفها، وهذا مودوعR في فطرة الإنسان الحبّ للجمال والكمال، فإنه عندما يُذكّر برحمات الآخرين فإنه يلين قلبه بالنسبة إليهم، فمن يذكر نِعَم الله التي لا تعّد ولا تُحصى فإنّه يلين قلبه، فيحب ربّه، كما قال سبحانه لموسى على نبيّنا وآله وعليه السلام: «أحببني وحببّني إلى الناس»، فقال موسى: «عرفت كيف أحبك ولكن كيف أحببك إلى الناس؟»، فقال تعالى: «ذكّرهم بآلائي ونعمائي».

فحينئذٍ علينا لمن لا يصلّي أو يتهاون بها ويتكاسل عنها أو لم يؤدّها بالنحو المطلوب بشرائطها وآدابها أن نذكّره بنعم الله عليه، كأن يذكر له فوائد العين والبصر، فإنه كما روي أن لأهداب ورموش العين أربعة آلاف فائدة، ولما وقف على ذلك نبّي من أنبياء الله أُوحي إليه أنك وقفت على قطرة من بحر فوائد الأهداب؟! هذا في الأهداب فما بالك بالعين فما بالك بجسم الإنسان؟ فما بالك بكل ما في هذا الكون؟! وما أوتيتم من العلم إلاّ قليلاً، وفوق كل ذي علم عليم، فقل رب زدني علماً وألحقني بالصالحين.

ثم يا تُرى إذا تكلمنا مع شخص لساعة أو ساعات، ولكن مع الله في صلاتنا إمّا أن لا نتكلّم معه ولا نصلّي، أو نصلّي سريعاً من دون لذّة الحديث مع الحبيب ومع الله الكريم الرّحيم الجميل، وحينئذٍ من حقّ الله سبحانه وتعالى أن يعاتبنا ويقول لنا ما أنصفتموني أيها العباد، فإنّه من يهدي إليكم هدية مثل (كامرة) تأخذ صور معدودة فإنكم تشكرونه كثيراً، وقد أهديت إليكم كامرة العين تأخذ لكم الصور بالملايين في كلّ يوم وليلة.

فهلاّ شكرتموني؟ وإني غني عن صلاتكم وإنّما حبّاً بكم أمرت بالصلاة لما جعلت فيها من المصالح الملزمة والفوائد العظيمة التي ترجع إليكم فمنكم وإليكم ولا أريد بكم إلاّ اليسر والخير والسعادة، فما لكم كيف تحكمون؟!

فإنّ من فوائد الصلاة شكر المنعم، وتحكيم عُلقة الحبّ والمودة والولاء بين العبد ربّه فمن يتوجه إلى النّعم الإلهية يخشع قلبه، ويلين وتخضع جوارحه، فيقيم الصلاة بخشوع قلبي حميد، وخضوع جوارحي فريد، ومن هذا المنطلق فإنّ الله سبحانه أيضاً يذكّر الإنسان بنعَم الله الظاهرية والباطنية، الكلّية والجزئية، الفردية والاجتماعية كما في قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ}.[البلد:٨ـ١٠]

وقوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلْ الأَرْضَ مِهَاداً * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً * وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً * وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً * وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاساً * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً * وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً * وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً * وَأَنزَلْنَا مِنْ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً}.[النبأ:٦-١٦]

وقوله تعالى: {وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ}.[الكهف:١٨]

فلو لم يكن التقلب إلى اليمين والشمال حين النّوم، فإنّه يبتلي الإنسان بالشلل النصفي، فمثل هذه النعم عندما يذكّر بها الإنسان أو يتذكّرها هو بنفسه أو يذكّر بها الآخرين، فإنّه تلين القلوب حينئذٍ ويزداد حباً لله سبحانه، وإنّ وجدانه وضميره يؤنبه لو لم يشكر صاحب النِعّم، فإنه من يهدي إليك وردة، فإنّك لا محالة عقلاً ونقلاً وعقلائياً ووجداناً تشكره على ذلك، فما بالك بالله الذي أنعم عليك بما لا يقاس بالوردة بنعم عظيمة وجسيمة لا تعدّ ولا تحصى، فهل بعد هذا يمكن لواحد منّا أن يتهاون بصلاته؟!

قاتل الله الإنسان فما أكفره، وما أكثره وقاحةً، فإنّ الكلب لو ألقى إليه عظمٌ، فإنّه يحرك ذنبه شاكراً، فهل يصل بالإنسان الذي هو أشرف المخلوقات أن يكون كالأنعام بل أضل سبيلاً، فما هذه الغفلة والغفلات: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ}.[الأعراف:١٧٩]

ومن الناس كبلعم ابن باعورا وإن كان عالماً بل يعرف الاسم الأعظم إلاّ أنّ حبّ الدنيا أخذ بقلبه، وحبّ الدنيا رأس كل خطيئة، فمثّله القرآن الكريم بالكلب قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.[الأعراف:١٧٦]

فمن يرضى لنفسه ولأحد من أقربائه أو أصدقائه أن يكون كالكلب؟! فمن يكذب بآية الصلاة الكبرى فإنّه كالكلب إنّ تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث فكيف تعيش الزوجة المؤمنة المصلية مع زوج لم يصل أي مع كلب وكيف للزوج أن يعيش وينام مع كلبة لم تصلّ؟!

ثانياً: ذكر أسرار وفوائد الصلاة

الدعوة لإقامة الصلاةأن نذكّر أنفسنا ونذكّر الناس بأسرار وفوائد الصلاة، فإنّها بالعشرات بل بالمئات، وقد ذُكِرَتْ جملة من فوائد الصلاة في أحاديث أهل البيت عليهم السلام المستفيضة التي وردت في كتب مدرسة أهل البيت عليهم السلام وأبناء العامة.

والمثال المحسوس من باب تشبيه العقول بالمحسوس لمن يعرف أسرار الصلاة ومنافعها فإنه يشتاق إليها أكثر فأكثر، كالبصل فإن الطفل يرميه جانباً ولا يرغب إليه، ولكن والده يشتريه من السوق ويحمله إلى أهله لأنه يعرف نفع البصل وسرّه وفوائده.

فمن جهل قيمة الصلاة، لا يتفاعل معها ويرميها وراء ظهره ولكن من عرفها ورأى جمالها وجلالها وكمالها، فإنّه يفدي نفسه من أجلها، بل يقيمها حتى في أحلك الظروف ولو كان في حال الغرق وبين الموت والحياة، ولو كان في ساحات الحرب والقتال وتأتيه السهام والنّبال كما أقامها سيد الشهداء مولانا الحسين بن علي عليهما السلام في يوم عاشوراء والسّهام تترى عليه وأصحابه حتى سقط شهيداً من كان ترساً ودرعاً له.

وكان الإمام الحسين روحي له الفداء يقول: «إنّ الله يعلم أني أحبّ الصلاة»، فأقامها عليه السلام ولو في ميدان القتال.

فمن يقتدي به وكان حسينياً حقيقة فإنّه لا يترك صلاته مطلقاً، لأنها لا تترك على أي حال، فإنّها عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردّت ردّ ما سواها.

ثالثاً: كيفية صلاة الأبوين

لو كان الوالدان يصليان بكل آداب واحترام للصلاة، كما لو تزينت الأُم مثلاً لصلاتها بزينة الصلاة وحجابها، فإنّ الفتاة تتأثر بذلك، وتتأسى حينئذٍ وتقتدي بأُمها في إقامة الصلاة، وهكذا المعلم بالنسبة إلى تلامذته ومدير المعمل بالنسبة إلى عمّاله، والمدير في الإدارة بالنسبة إلى الموظفين، وقائد الجيش بالنسبة إلى جنوده وعسكره.

وهذا من أفضل مصاديق التّعاون على البّر والتّقوى كما قال سبحانه: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.[المائدة:٢]

ومن التعاون الإسلامي تجهيز المكان المناسب للصلاة، كالمسجد والمصلّى في كل مكان، حتى في الدار، فإنه يستحب للمصلي أن يتخذ من بيته وداره مكاناً لصلاته، ثم يأخذ زينته عند كل مسجد {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}.[الأعراف:٣١]

وكان الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتزّين لأصحابه، كما كان أربعة من الأنبياء والأولياء من خدمة المسجد، وهم إبراهيم الخليل وإسماعيل الذبيح وزكريا من الرجال، ومريم العذراء من النساء، فلابّد حينئذٍ من مشوقات وجاذبيات لدعوة الناس إلى الصلاة ولاسيما الشباب، وهذا من التبشير والبشارة وأنّ رسول الله كان مبشراً ونذيراً.

نعم ربّ ضال ومضل لا ينفعه الكلام ولا يؤثر فيه المشوقات والبشائر، لأنه مستكبر ومعاند وكان ممّن قال عنهم سبحانه وتعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}.[آل عمران:٣٢]

وقال تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}.[هود:٣]

وقال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ}.[هود:٥٧]

وقال تعالى: {فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ}.[النور:٥٤]

إذن: الناس في دعوتهم إلى الصلاة على صنفين:

إمّا أنّه نائم ونريد إيقاظه، فمنهم من يستيقظ بنداء واحد وبأول نداء، ومنهم من يستيقظ بأكثر من ذلك، هذا فيما إذا كان نائماً حقيقية.

وإمّا من يتمثّل بالنوم ولا يريد أن يستيقظ عناداً، فإنّه لو ناديته مئات المرات لا يجيب ولا يستجيب.

فمن كان هكذا لا تنفعه الموعظة والنصيحة فهو ممن تولّوا، ولكن معذرة إلى الله نقدّم النصائح ولإتمام الحجة.

فالصلاة ثقيلة وكبيرة إلاّ على الخاشعين، ومن كان ليّن القلب وعالماً بنعم الله سبحانه، كما كان عارفاً بفلسفة الصلاة وحكمها وفوائدها وأسرارها في الفرد والمجتمع، في الدنيا والآخرة، فإنّه يكون في الصراط المستقيم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً في الدنيا والآخرة.

وأمّا من قسى قلبه وخشن وكان كالحجارة أو أشد قسوة من كثرة الذنوب والمعاصي ومن دون توبة واستغفار، فإنّه من الصعب أن ينقاد إلى الصلاة، قال تعالى: {ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ}.[الروم:١٠]

فعلينا أن لا نيأس من روح الله ورحمته، فإنّه يهدي من يشاء وإنّه مقلّب القلوب، وقلب المؤمن بين يدي الرحمن جلّ وعلا، فعلى الإنسان أن يدعو إلى سبيله ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، وعلى الإنسان أن يدعو كل من يعرفه إلى إقامة الصلاة بالنحو المطلوب، كما أنه يزداد في معرفتها وإقامتها مثلما أقامها أولياء الله به حقّ معرفته.

رابعاً: التخويف من العقوبة

إحدى الطرق الأخرى استخدمها القرآن الكريم في دعوة الناس إلى الصلاة هو الإنذار والتخويف، فذكّر عزّ وجل من لم يصل أو يتهاون بصلاته بعذابه في قوله: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}.[المدثر:٤٢]

وسقر طبقة من طبقات جهنم في يوم القيامة، فالملائكة تسأل من كان فيها: لماذا أنتم في سقر؟، قال تعالى: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}.[المدثر:٤٣]

وقد ورد في الحديث الشريف: «لا يكونن المحسن والمسيء عندك سواء».(نهج البلاغة:٤٣٠)

فتارة بالبشارة والقول اللّين والتشويق ندعو الناس إلى الصلاة، وأخرى بالإنذار والتخويف، قوله تعالى: {وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ}.[التوبة:٧٣]

وإنه يضرب لمن ترك صلاته.

فالعاقل الحكيم والعادل، والراعي المبلّغ والناجح من يضع الأشياء في موضعها فبعض بالبشارة وبعض بالإنذار، فلابّد من تشخيص دقيق ورزانة موضوعية وميدانية والله من وراء القصد.

شاهد أيضاً

The Warith Magazine Issue 8

– by: The Department of Islamic Studies and Research of The Holy Shrine of Imam …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *