*تأليف: الشيخ علي الفتلاوي
مقدمة المؤلف:
الحمد لله الذي منّ علينا بمننه، وأنعم علينا بنعمه، والصلاة والسلام على النور الأول في الليل الأليل والماسك من أسباب الله بحبل الشرف الأطول وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار، ساسة العباد، وقادة البلاد أعني محمداً وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
نرى من الواجب علينا شكر المنعم، وهذا ما أوجبه العقل وأيده الشرع، وحيث إنّ نعم الله تعالى لا تحصى ولا تعد وعطاياه لا تفنى، وجدنا من الأفضل شكره سبحانه على أُولى النعم وأعظمها ألا وهي نعمة الولاية لعباده الصالحين وأوليائه الهادين (محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام).
ومن مصاديق هذا الشكر هو ذكر السيرة العطرة للعترة الطاهرة، وحيث إنّ السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام هي أُمُّ العترة والحجة على أولادها البررة، أخذنا على أنفسنا عهد التعرض لسيرتها، والوقوف على أفراحها وأحزانها لكي نكون ممن يفرح لفرحهم ويحزن لحزنهم، ولمّا كانت أيام مصيبة الزهراء (عليها السلام) تحيط بنا وجدنا لزاماً علينا ذكر جانب من حياتها المباركة.
وردت كلمة سبّح ومشتقاتها في القرآن الكريم أكثر من تسعين مرة، وجاءت هذه الكلمة بألفاظ مختلفة فتارة يقول (سبَّح ) وأُخرى (يسبّح) وثالثة يأمر بالتسبيح فيقول (سبِّح) وغير ذلك.
فالتسبيح هو التنزيه التام لله تعالى لاتصافه بالكمال المطلق، ونفي كلِّ نقص أو حاجة أو ما يستدعي ذلك مما لا يليق بساحة كماله سبحانه. وتسبيح المخلوقات تسبيحاً حقيقياً فضلاً عن المعنى المجازي له، وتسبيح السيدة الزهراء (عليها السلام) يجمع الأمرين، ولكي يتضح الأمر لابد من الوقوف على مفهوم التسبيح وآثار تسبيح الزهراء (عليها السلام) ومقدار ثوابه من خلال المطالب الآتية.