نستطيع ومن خلال الروايات الشريفة ومن خلال أقوال العلماء الأعلام رضوان الله تعالى عليهم ان نحصد جملة من المعلومات المفيدة والقيمة التي تخص بني أمية، وهي لا تندرج تحت مبحث موحد لذلك أدرجناها تحت عنوان معلومات إضافية، وهي على اختصار كالآتي:
أولا: أبغض الأحياء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف
قال الحاكم النيسابوري:(عن أبي حمزة قال سمعت حميد بن هلال يحدث عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزة الأسلمي، قال: كان أبغض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه)[1].
ثانيا: اهلك الله بني أمية بعد إحراقهم زيد بن علي بسبعة أيام
قال الشيخ الكليني قدس الله روحه عن: (عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء، عمن ذكره، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: إن الله عز ذكره أذن في هلاك بني أمية بعد إحراقهم زيدا بسبعة أيام)[2].
ثالثا: لم يعط الله الملك لبني أمية وإنما اغتصبوه
روى الشيخ الكليني قدس الله روحه: (عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك، عن داود بن فرقد، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: قلت له: ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ))[3] أليس قد آتى الله عز وجل بني أمية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب إليه إن الله عز وجل آتانا الملك وأخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه)[4].
رابعا: بقاء وجودهم بالشام إلى حين خروج القائم صلوات الله وسلامه عليه
روى الشيخ الكليني قدس الله روحه عن: (علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون، عن بدر بن الخليل الأسدي قال: سمعت أبا جعفر «عليه السلام» يقول في قول الله عز وجل: ((فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ * لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ))[5] قال: إذا قام القائم وبعث إلى بني أمية بالشام هربوا إلى الروم فيقول لهم الروم: لا ندخلنكم حتى تتنصروا فيعلقون في أعناقهم الصلبان فيدخلونهم فإذا نزل بحضرتهم أصحاب القائم طلبوا الأمان والصلح فيقول أصحاب القائم: لا نفعل حتى تدفعوا إلينا من قبلكم منا، قال: فيدفعونهم إليهم فذلك قوله: ((لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ)) قال: يسألهم الكنوز وهو أعلم بها قال: فيقولون ((قَالُوا يَاوَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ * فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ))[6] بالسيف)[7].
خامسا: ان في كثرة لعن بني أمية سببا من أسباب التقرب للإمام المهدي عليه السلام
قال الميرزا محمد تقي الأصفهاني: (إكثار اللعن على بني أمية سرا وعلانية في المجالس وعلى المنابر، ما لم يكن خوف وتقية، ويدل على كون ذلك مما يتقرب به إلى مولانا «عليه السلام» مضافا إلى أنه من أفضل الأعمال، وأحبها، وأهمها ما رواه الشيخ الصدوق «رضي الله عنه» في الخصال عن أمير المؤمنين «عليه السلام» في ذكر مناقبه السبعين، قال «عليه السلام»: وأما الرابعة والخمسون، فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «يا علي سيلعنك بنو أمية، ويرد عليهم ملك بكل لعنة ألف لعنة، فإذا قام القائم «عليه السلام» لعنهم أربعين سنة» الخبر.
أقول[8]: لا يخفى عليك أن المراد باللعن أربعين سنة أمره «عليه السلام» شيعته وأتباعه بلعن بني أمية في جميع البلاد، والقرى، والأمصار على المنابر، وفي المجامع، وشيوع ذلك بين الناس في تلك المدة كما فعل ذلك بنو أمية لعنهم الله تعالى في زمن استيلائهم معاندة لأمير المؤمنين «عليه السلام».
ففعل القائم جزاء بما كسبوا في هذه الدنيا ولو كان المراد لعنه بني أمية بنفسه فقط لما كان محدودا بالمدة المعينة، وما اختص بزمان ظهوره «عليه السلام» لأنه يلعنهم في جميع عمره. والحاصل أن هذا الحديث الشريف يدل على فضل كثير في الاهتمام بلعن بني أمية، وإكثاره، وأنه مما يتقرب به إلى صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه وظهوره فينبغي للمؤمن الاهتمام والمواظبة عليه في سائر أوقاته وحالاته، خصوصا في صباحه ومسائه، وأعقاب صلواته. ويشهد لما ذكرناه ما رواه الشيخ بإسناده عن أبي جعفر الباقر «عليه السلام» قال: إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة، فلا تنحرف إلا بانصراف لعن بني أمية.
ومما يدل[9] على أن اللعن عليهم وعلى سائر أعداء الأئمة من أقسام نصرة الإمام باللسان ما في تفسير الإمام العسكري عليه الصلاة والسلام، أنه قال رجل للصادق «عليه السلام»: يا بن رسول الله «صلى الله عليه وآله» إني عاجز ببدني عن نصرتكم، ولست أملك إلا البراءة من أعدائكم واللعن عليهم، فكيف حالي: فقال له الصادق «عليه السلام» حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال: «من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، ولعن في خلواته أعداءنا بلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش، فكلما لعن هذا الرجل أعداءنا لعنا ساعدوه، فلعنوا من يلعنه، ثم ثنوه، فقالوا اللهم صل على عبدك هذا، الذي قد بذل ما في وسعه، ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من قبل الله تعالى: قد أجبت دعاءكم وسمعت نداءكم وصليت على روحه في الأرواح، وجعلته عندي من المصطفين الأخيار» انتهى.
هذا كله مضافا إلى أن موالاة الأئمة لا تتم إلا بالبراءة من أعدائهم، واللعن عليهم، ولا ريب أن بني أمية من أعدائهم، وقد فعلوا بالأئمة وأوليائهم ما فعلوا من الظلم والقتل، وأنواع الإيذاء فلعنة الله عليهم ما دامت الأرض والسماء)[10].
ــــــــــــــــــ
[1] المستدرك للحاكم النيسابوري ج 4 ص 480 ــ 481.
[2] الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 161.
[3] سورة آل عمران الآية رقم 26.
[4] الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 266.
[5] سورة الأنبياء الآية رقم 12 ــ 13.
[6] سورة الأنبياء الآية رقم 14 ــ 15.
[7] الكافي للشيخ الكليني ج 8 ص 51 ــ 52.
[8] الكلام ما زال للميرزا محمد تقي الأصفهاني قدس الله روحه.
[9] ما زال الكلام للميرزا الأصفهاني قدس الله روحه.
[10] مكيال المكارم للميرزا محمد تقي الأصفهاني ج 2 ص 390 ــ 392.