البحث في فهارس المكتبة:

سفيرة الحسين عليهما السلام

صدر حديثاً! عن شعبة الدراسات والبحوث الاسلامية في قسم الشؤون الفكرية الكتاب الموسوم (سفيرة الحسين عليهما السلام)، لمؤلفه فضيلة الشيخ رائد الحيدري، والذي ذكر في مقدمة كتابه التالي:
اَلْحَمْدُ لله الأوَّلِ بِلا أَوَّلٍ كانَ قَبْلَهُ، وَالآخِرِ بِلا آخِرٍ يَكُونُ بَعْدَهُ، الَّذي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصارُ النّاظِرينَ، وَعَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهامُ الْواصِفينَ.
وَالْحَمْدُ لله الَّذي مَنَّ عَلَيْنا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلَّى الله عليه وآلِه دُونَ الأُمَمِ الْماضِيَةِ وَالْقُرُونِ السّالِفَّةِ، بِقُدْرَتِهِ الَّتي لا تَعْجِزُ عَنْ شَيْءٍ وَإِنْ عَظُمَ، وَلا يَفُوتُها شَيْءٌ وَإِنْ لَطُفَ، اَللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ أَمينِكَ عَلى وَحْيِكَ، وَنَجيبِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَفِيِّكَ مِنْ عِبادِكَ، وإِمامِ الرَّحْمَةِ، وَقائِدِ الْخَيْرِ، وَمِفْتاحِ الْبَرَكَةِ وَعَلى آلِ بيتهِ الطَيبينَ الطاهرينَ.
إنَّ النهج الحسيني الشامخ بشموخ شخص الإمام كان متأصلاً في نفوس آل بيته (عليهم السَّلام)، فلم تكن تلك الأدوار الحسينية التي جسدها الإمام السجاد وعمته العقيلة زينب عليهما السَّلام إلَّا جزءاً من ذلك النضال المحمَّدي الأصيل الذي كان متجسداً في شخصية الإمام الحسين عليه السلام.
لذا فقد وقفت السيدة زينب عليها السَّلام يوم أغمد الحسين عليه السلام سيفه لتنتضي حسام الكلمة، ولتبشر بقيم الحسين عليه السلام ومبادئه التي استطاعت بفضل صبرها وصمودها أن ترسخها وجوداً حياً في ضمير الأُمَّة الإسلامية، بعد جهاد ونضال منقطعي النظير.
لقد كان هدف السُّلطة الأُموية من التشهير بسبايا أهل البيت (عليهم السَّلام) إرعاب الناس لكي لا يفكّر أحد في معارضة السُّلطة أَوَّلاً، وتعبئة الجمهور ضدَّ الإمام الحسين عليه السلام وثورته ثانياً، بإظهاره خارجياً متمرداً قد شقَّ عصا المسلمين طمعاً في السُّلطة والحكم.
لكنَّ وجود العارفين بفضل أهل البيت عليهم السَّلام في الأُمَّة، والحالة المأساوية للسبايا والتي كانت تثير مشاعر التعاطف معهم، والدور الرسالي الذي قامت به السيدة زينب عليها السَّلام في الإعلام الصادق للثورة الحسينية، وكذلك الإمام زين العابدين عليه السلام وبعض نساء العائلة الحسينية كأُمِّ كلثوم وفاطمة بنت الحسين عليهم السَّلام.
كلُّ ذلك أفشل مخطط السُّلطة، بل وجعل آثاره ونتائجه معكوسة، حيث تأجّجت روح الثورة والرفض في أوساط الجماهير المسلمة ضدَّ السُّلطة، وتعاطف الناس مع أهل البيت عليهم السَّلام.
وما أحوجنا اليوم لهذه الروح المثابرة في بيان الحقِّ والدفاع عن أهله، فنحن عندما نتصفّح حياة هذه السَّيدة العظيمة، فإنَّنا نستلهم الدروس والعبر في ضرورة الدفاع عن المبادئ مهما كلَّفنا هذا الأَمر، والشجاعة في مواجهة طواغيت العصر والتوكل على الله تعالى، وأن لا تأخذنا فيه لومة لائم، وأنْ نكون أُناساً رساليين همنا هو نشر الرسالة المحمدية الأصيلة والحفاظ عليها طاهرة نقية كما جاء بها سيد الرسل صلَّى الله عليه وآله، من خلال بث تعاليم أهل بيت النبوة (عليهم السَّلام)، الذين أمرنا الله تعالى باتباعهم وجعلهم عِدل كتابه العزيز على لسان نبيِّه الكريم صلَّى الله عليه وآله، حيث قال: «إنِّي تارك فيكم ما إنْ تمسّكتم به لنْ تضلّوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرّقا حتى يردا علَيَّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
فلتفتخر النساء بمثل هذه المرأة، التي لم يرتقِ إلى قدرها كثير من الرجال، فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حية.

شاهد أيضاً

صدر حديثاً: سلسلة آثار المؤتمر العلمي العالمي للعلامة المجدد الوحيد البهبهاني قدس سره

صدر حديثاً عن العتبة الحسينية المقدسة، قسم الشؤون الفكرية، شعبة الدراسات والبحوث الإسلامية (سلسلة آثار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *