*السيد جعفر العاملي
كم شأن وخصوصية لاسم (فاطمة) عند الأئمة الأطهار عليهم السلام وشيعتهم، وقد كان أئمة أهل البيت عليهم السلام يولون هذا الاسم أهمية كبيرة لما لأُمّهم الزهراء عليها السلام من منزلة عظيمة فكرامة لها أصبح اسمها الشريف أينما سُمّيت به فتاة فعلى والدها الإحسان إليها وعدم الإساءة لها حباً للزهراء عليها السلام.
فقد روى الكليني عن السكوني، قال: (دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه السلام وَأَنَا مَغْمُومٌ مَكْرُوبٌ فَقَالَ لِي: «يَا سَكُونِيُّ مِمَّا غَمُّكَ؟»، قُلْتُ: وُلِدَتْ لِي ابْنَةٌ، فَقَالَ: «يَا سَكُونِيُّ عَلَى الأَرْضِ ثِقْلُهَا، وَعَلَى اللهِ رِزْقُهَا، تَعِيشُ فِي غَيْرِ أَجَلِكَ وَتَأْكُلُ مِنْ غَيْرِ رِزْقِكَ»، فَسَرَّى وَاللهِ عَنِّي، فَقَالَ لِي: «مَا سَمَّيْتَهَا؟»، قُلْتُ: فَاطِمَةَ، قَالَ: «آهِ، آهِ، آهِ»،، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقَالَ: «قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ إِذَا كَانَ ذَكَراً أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهُ، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهُ، وَيُعَلِّمَهُ كِتَابَ اللهِ، وَيُطَهِّرَهُ، وَيُعَلِّمَهُ السِّبَاحَةَ، وَإِذَا كَانَتْ أُنْثَى أَنْ يَسْتَفْرِهَ أُمَّهَا، وَيَسْتَحْسِنَ اسْمَهَا، وَيُعَلِّمَهَا سُورَةَ النُّورِ، وَلاَ يُعَلِّمَهَا سُورَةَ يُوسُفَ، وَلاَ يُنْزِلَهَا الْغُرَفَ، وَيُعَجِّلَ سَرَاحَهَا إِلَى بَيْتِ زَوْجِهَا، أَمَّا إِذَا سَمَّيْتَهَا فَاطِمَةَ فَلاَ تَسُبَّهَا، وَلاَ تَلْعَنْهَا، وَلاَ تَضْرِبْهَا»).(الكافي:٦/٤٨)
خصوصية أسماء الزهراء عليها السلام
عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «لِفَاطِمَةَ عليها السلام تِسْعَةُ أَسْمَاءٍ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَاطِمَةُ وَالصِّدِّيقَةُ وَالْمُبَارَكَةُ وَالطَّاهِرَةُ وَالزَّكِيَّةُ وَالرَّضِيَّةُ وَالْمَرْضِيَّةُ وَالْمُحَدَّثَةُ وَالزَّهْرَاء».(أمالي الصدوق:٥٩٢)
من الأمور المهمة التي أخذت جانباً وحيزاً واضحاً في الشريعة الإسلامية وأكّد عليها الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام من خلال أحاديثهم المباركة مسألة تسمية المولود باسم مبارك يدل على معنى لائق وجميل وحسب ما ترتضيه النفس المؤمنة ويميل إليه الوجدان الإنساني.
ذلك لأنّ الاسم الذي يمنحه الأب أو الأم للمولود يكون ذا أثر كبير ومهم في النفس الإنسانية حيث أثبتت البحوث العلمية المتأخرة التي قام بها علماء النفس والاجتماع أن للاسم أثراً بالغاً على منشأ تصرفات وسلوك الأفراد الذين يحملون ذلك الاسم، وإن كانت هذه المسألة تتفاوت في مدى تأثيرها على السلوك الفردي للإنسان من فرد إلى آخر إلاّ أنّه في النتيجة النهائية يترك بعض الآثار المعينة الواضحة البرهان لذلك المعنى الذي يحمله الاسم، على أن هذه الأمور الواضحة تدرك بأدنى تأمل لدى الإنسان الواعي الفطن الذي يدرك الكثير من الحقائق المعنوية قبل أن تطرق ذهنه وسمعه.
تسمية الطفل الآثار والجوانب
هذا الموضوع الذي قد يبدو عادياً في ظاهره, مهم للغاية من وجهة النظر الواقعية, حيث لا يمكننا أن نغض الطرف عن الآثار النفسية الإيجابية التي يمكن أن يخلفها الإحساس الداخلي بالفخر, الذي يعد أحد العوامل التي تسبب الراحة النفسية للإنسان.
وعلى هذا الأساس نجد أن هناك تمايزاً واضحاً في الأسماء التي تطرح وتعطى لأيّ فرد، حيث نجد أن الكثير من الأسماء التي حملها بعض الأفراد وإن كانت ذات مغزى لطيف وأصيل وحسن إلاّ أنّ المسمى بها غير منزه بل إنّه مثلاً يدل على خلاف اسمه، وهذا بخلاف ما نجده في بعض الأسماء التي تحمل معنى قبيحاً وصاحبها ذو أصالة وأخلاق حسنة وأفعال جميلة.
وهكذا نجد من خلال استقراء سيرة التاريخ في هذا المجال أن هناك الكثير من الأسماء اللامعة والتي يشير إليها المسلمون بالبنان مثل عبد الملك وهارون الرشيد والمتوكل على الله والواثق بالله أنّ بينهم وبين أسمائهم وألقابهم البون الشاسع، فأسماؤهم تدل على أنهم عاشوا في ملكوت التوكل والرشد والتقوى والوثوق بالله والاعتصام به بينما السيرة الذاتية لحياتهم وشخصياتهم تدل على خلاف ذلك.
فمثلاً لو طالعنا حياة هارون الرشيد ذلك الخليفة العباسي وكيف تصرف برعونة وحماقة مع الأحرار والسادة العلويين من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، وخاصة إجرامه بحق الإمام موسى بن جعفر عليه السلام نجد أنّ هذا الأمر واضح وبصورة جلية.
ولنعم ما قال الشاعر الكبير أبو فراس الحمداني في رائعته التي يقول فيها:
الدين مخترم والحق مهتضم
وفي آل رسول الله مقتسم
إلى أن يقول:
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا
مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
إذا تلوا آية غنى خطيبكم
قف بالديار التي لم يعفها القدم
بينما إذا نظرنا إلى أهل بيت النبوة عليهم السلام نجد أن أسماءهم تدل على المعاني العالية المنال وفي نفس الوقت نرى أن السيرة الذاتية لحياتهم ومواقفهم وتصرفاتهم ذات دلالة واضحة على أسماءهم وألقابهم.
فحين نقرأ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام نجد كل ألقابه وكناه منطلقة من صفاته الأصيلة الثابتة في أعماقه وفي جذوره المشرقة المضيئة بنور الله تعالى فهو الإمام العابد الزاهد الصادق القائد إمام المتقين وقائد الغر المحجلين، يعسوب الدين، الفاروق الأكبر، الصديق، وهكذا في الحسن المجتبى والحسين الشهيد والساجد والباقر عليهم السلام أجمعين.
ومن هذا المنطلق نرى أن الرسول وأهل بيته عليهم السلام قد أكّدوا ومن خلال الكثير من الروايات على ضرورة تسمية المولود بخير الأسماء وأفضلها وذلك لما يتركه الاسم من البصمات الواضحة والآثار الجميلة على طبيعة تصرف الفرد وعلى ضوء ذلك المعنى الذي يحمله الاسم، ولذلك جاءت الأحاديث لتؤكد على هذه المسألة وللفلسفة الرائعة لها، حيث ورد الاستحباب المؤكد على ضرورة تسمية المولود بأحسن الأسماء حيث روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: «لاَ يُولَدُ لَنَا مَوْلُودٌ إِلاَّ سَمَّيْنَاهُ مُحَمَّداً فَإِذَا مَضَى سَبْعَةُ أَيَّامٍ فَإِنْ شِئْنَا غَيَّرْنَا وَإِلاَّ تَرَكْنَا».(عدة الداعي:٨٧)
وقد أكّد الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله على هذه التسمية بقوله: «مَنْ وُلِدَ لَهُ أَرْبَعَةُ أَوْلاَدٍ لَمْ يُسَمِّ أَحَدَهُمْ بِاسْمِي فَقَدْ جَفَانِي».(الكافي:٦/١٩)
وكان الديدن العام لأئمة أهل البيت عليهم السلام على هذا الأمر والاهتمام به كل الاهتمام فهم عليهم السلام كانوا يحثون المسلمين على تسمية أبنائهم وبناتهم بالأسماء التالية (محمد، أحمد، علي، حسن، حسين، جعفر، مهدي، فاطمة).
وجاء التأكيد على هذه الأسماء من خلال عدة روايات أثبتت هذه المسألة المهمة كل ذلك لأجل تحصين الطفل من السخرية والاستهزاء من قبل الآخرين في حالة تسميته بأسماء ورد فيها الكراهة مثل الحكم، خالد، مالك، حارث، ولئلا تكون سبباً للشعور بالنقص كما هو الحال في الأسماء المستهجنة.
إنّ اسم فاطمة عليها السلام من البارئ عز وجل وهو الواضع لهذه المعصومة الشهيدة اسمها، وهنا في هذا المقام تنقدح لدينا عدة أسئلة مهمة ألا وهي:
– لماذا وضع البارئ عز وجل الأسماء لفاطمة الزهراء عليها السلام؟
– وما فلسفة أسمائها عليها السلام؟
– وماهية المعاني لها؟
– ولماذا التأكيد من قبل الله تعالى على أهمية أسماء الزهراء عليها السلام؟
كون أسمائها عليها السلام من الله تعالى وهو الذي سماها بفاطمة فيوجد في هذا المضمار أحاديث كثيرة تبين هذه المنقبة لفاطمة عليها السلام، فلقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال لفاطمة عليها السلام: «…شَقَ – الله – لَكِ يَا فَاطِمَةُ اسْماً مِنْ أَسْمَائِهِ فَهُوَ الْفَاطِرُ وَأَنْتِ فَاطِمَة…».(معاني الأخبار:٥٦)
وعَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَال: «… لَمَّا وُلِدَتْ فَاطِمَةُ عليها السلام أَوْحَى اللهُ إِلَى مَلَكٍ فَأَنْطَقَ بِهِ لِسَانَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله فَسَمَّاهَا فَاطِمَةَ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي فَطَمْتُكِ بِالْعِلْمِ وَفَطَمْتُكِ مِنَ الطَّمْثِ»، ثُمَّ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: «وَاللهِ لَقَدْ فَطَمَهَا اللهُ بِالْعِلْمِ وَعَنِ الطَّمْثِ فِي الْمِيثَاقِ».(الكافي:١/٤٦٠)
فيتبين من خلال هذه الأحاديث وأحاديث أخرى أغفلنا عن ذكرها لئلا يطول المقام بها أنّ أكثر أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام هي من وضع الله تعالى وهو الذي سماها بهذه الأسماء المباركة.
ففي رواية يثبت الإمام عليه السلام أن للزهراء عليها السلام اسماً واحداً سماها به الله تعالى وفي رواية أخرى يثبت معصوم آخر أن للزهراء عليها السلام تسعة أسماء عند الله تبارك وتعالى، كل ذلك نتيجة المقام السامي لفاطمة الزهراء عند الله تعالى، وربما يوحي هذا الكلام أنّ هناك تعارضاً في عدد أسماء الزهراء عليها السلام ولكن بأدنى تأمل للروايات يظهر لنا أن هذا ناشئ من طبيعة حال السائل.
وعلى هذا الأساس انقدح في ذهننا الأسئلة المتقدمة الذكر وهو لماذا سمّى الباري عزّ وجل فاطمة بهذه الأسماء؟ وما هي فلسفتها؟ وما هي المناسبة بين ذات الزهراء وأسمائها التي أعطاها الله تبارك إياها؟
فنقول: إنّما وضع الله تعالى أسماء فاطمة الزهراء عليها السلام منه لتكون علامة لشيء ما، وربما تسأل أيها القارئ العزيز كيف يكون الاسم علامة للمسمى والمفهوم من العلامة هو الوسم والذي يظهر هذا من خلال مراجعة أفراد اللغة العربية؟
والجواب عن ذلك: أنّ بين الأسماء والمعاني الموضوع لها مناسبة ذاتية، والواضع عندما يضع الاسم المعين للمسمى المعين يكون عالماً بالمناسبة وقادراً عليها ولوجود الحكمة والإتقان في وضع الأسماء لتلك المعاني، ومن هنا كان الواضع لأسماء فاطمة الزهراء عليها السلام هو الله تعالى وذلك لوجود المناسبة والحكمة في ذات الزهراء عليها السلام، وكذلك اقتضت حكمة البارئ عز وجل أن تكون العلامة فيها مناسبة لها وهي ذات الزهراء في مادتها وصورتها حيث كانت دلالة فاطمة الزهراء عليها السلام ذاتية ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع اسمها فكان التعبير من الله تعالى أدق في التعريف لذات الزهراء عليها السلام وأظهر في تمييز ذاتها عن بقية الذوات.
فالله سبحانه وتعالى لم يهمل الحكمة ولم يظلمها ولم يضعها في غير ما جعلها مقتضية لها فمن شاء أن يطلعه على علل الأشياء وأسبابها علمه ذلك بتفهيمه أو بوضع القرائن له والأمارات على ذلك وكما فعل ذلك مع أهل البيت عليهم السلام حيث هو الذي وضع أسماءهم وهذا ما نجده من خلال المأثور الروائي لأهل البيت عليهم السلام، فالله تبارك وتعالى يحب أن تكون أسماء أهل البيت عليهم السلام منه تعالى وكما قال الله تعالى: {لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُون}.[الأنبياء:٢٣]
وأمّا إنْ قال شخص لمّا إنّ الواضع لأسماء فاطمة عليها السلام هو غير الله تعالى وبغض النظر عن الرواية الواردة في المقام والشواهد والقرائن الأخرى؟
فالجواب: أنّه لو قلنا بأنّ الواضع غير الله تعالى لم يكن هناك محذور في أن الألفاظ بينها وبين المعاني مناسبة ذاتية لأنّ الوضع لا يمكن إلاّ ممن له قوة المعرفة التي تنقص عن المعرفة بالمناسبة واعتبارها، ويدل على هذا أنّا وجدنا في اللغة واشتقاق الألفاظ بعضها من بعض ونظمها على ما يوافق الحكمة ما يبهر العقول مع ما عرفنا من قصورنا عن أكثر أسرارها ولا يكون ذلك إلاّ ممن يقدر على المناسبة ويعرف كمال حسنها وشرفها على عدمها وإذا كان قادراً على العلم بها وعلى معرفتها بأنّها أكمل وأدل على المطلوب وأوفق بالحكمة كان العدول عن ذلك نقصاً في الكمال وعدولاً إلى الإهمال عن الحكمة لأنّ الأسماء في الحقيقة صفات المسميات فلو لم يكن بين الصفة وموصوفها مناسبة ذاتية ومطابقة حقيقة لكانت صفة فاطمة الزهراء عليها السلام التي تطلب بها تمييزها تصلح أن تكون لغيرها وإذا صلحت لغيرها كان تميزها بها مما يزيد في الالتباس وعدم المعرفة.
وعلى كل حال فإنّ البحث في هذا المقام لطويل وشائك فالذي نريد القول به والنتيجة التي نريد استعراضها وإظهارها هو أن الواضع هو الله تبارك وتعالى لأسماء فاطمة الزهراء عليها السلام، وإنّما وضعها لتكون العلامات المميزات والصفات المعينات لفاطمة الزهراء عليها السلام، ولكي يتبين معرفة الحال في المقام أكثر.
نقول: إنّ المراد من هذه الأسماء الأعم من اللفظية والمعنوية لأنّ العلامة والتمييز يحصل بكل منهما، والحاصل أن أسماءها عليها السلام التي أشير إليها في الرواية المتقدمة الذكر سواء كانت من الأسماء الصفاتية أو اللفظية فإنّها مشتقة من أسمائه تعالى يعني اشتقها سبحانه وتعالى من أسمائه وهذا معنى ما روي عن علي بن الحسين عليه السلام حيث قال: حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أن قال: «يَا آدَمُ هَذِهِ أَشْبَاحُ أَفْضَلِ خَلاَئِقِي وَبَرِيَّاتِي: هَذَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا الْمَحْمُودُ الْحَمِيدُ فِي أَفْعَالِي، شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي؛ وَهَذَا عَلَيٌّ، وَأَنَا الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، شَقَقْتُ لَهُ اسْماً مِنِ اسْمِي؛ وَهَذِهِ فَاطِمَةُ وَأَنَا فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، فَاطِمُ أَعْدَائِي عَنْ رَحْمَتِي يَوْمَ فَصْلِ قَضَائِي، وَفَاطِمُ أَوْلِيَائِي عَمَّا يَعُرُّهُمْ وَيُسِيئُهُمْ فَشَقَقْتُ لَهَا اسْماً مِنِ اسْمِي…».(تفسير الإمام العسكري عليه السلام:٢٢٠)
وهذا يعني أنها فيض وجودها ونورها من فيض نور الله تبارك وتعالى ونسبتها إلى الله تعالى من حيث وجودها ومبدأ نورها وصفاتها عليها السلام وبأبسط تأمل لهذا الحديث يظهر أنه سبحانه وتعالى يريد بالاسم ما هو أعمّ من اللفظ ولو أراد خصوص اللفظ فقط يعني اسم فاطمة لما قال تعالى وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض ولو أراد خصوص المعنى لما علقه بالألفاظ ولكنه تعالى يريد الأسماء المعنوية والأسماء اللفظية وهو المفهوم من أحاديثهم الكثيرة ومتواترة في هذا الخصوص.